2005-12-08 • فتوى رقم 579
فضيلة الشيخ.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله عنا كل خير، وجعل ثوابكم الجنة، أنا من ليبيا شاب عمري 31 سنة، حصلت على قرض عقاري مخصص للسكن بقيمة(40)، ألفاً بفائدة قيمتها(3)آلاف دينار، هل يعتبر هذا القرض رباً، مع العلم بأنه لا يمكنني بناء مستقبلي ومنزلي دون اللجوء لهذا القرض، كما أن الدولة لاتمنح قروضاً بدون فوائد، هل صحيح أن صاحب الربا لا يستجاب له دعاء ولايرفع له عمل للسماء.
كما أن لي موضوعا حيرني كثيراً، أرجو أن تفيدوني فيه، فقد توفي والدي منذ شهر وترك ديناً عليه قمت بتسديده من أموال القرض الممنوح لي هل يجوز ذلك أم لا؟ أرجوكم دلوني على أسئلتي، وجزاكم الله عني كل خير إن شاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان البنك هو الذي يشتري البيت ويدفع ثمنه للبائع، ثم يبيعك إياه بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك، وإذا كان المشتري أنت، والبنك يقرضك الثمن قرضا بفائدة ويشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد فلا يجوز، وذلك فصل ما بين الحرام والحلال.، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (البقرة:279).
وبالنسبة للدين الذي على والدك فلست مجبراً على أخذ القرض من البنك من أجل سداده، بل يتم تسديده من تركة - الميت - والدك، وما دمت قد وفيته من مال القرض الربوي فقد صح الوفاء على كل حال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.