2012-06-23 • فتوى رقم 57998
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالب درس في الريف وكان متفوقاً جداً في دراسته منذ صغره وبارا بوالديه وطموحا وعندما درس الثالث الثانوي كان الأول في الفصل وكان يكتب الدروس أولاً بأول في الفصل وكان جميع الطلاب في الفصل لا يريدون أن يتعلموا وكانوا يقولون له بأنهم سينجحون نهاية السنة بالغش بدون مذاكرة حتى بدأ يتهاون في المذاكرة ويؤجلها واقتصر على مذاكرة بعض المواد كالرياضيات والإنجليزي، وقد نصحه والداه بالمذاكرة فقال لهما: أستطيع مذاكرة الدروس مرة واحدة كمجموعة، وكان عمه ( وهو دكتور في جامعة) يتصل بوالدي الطالب ويسألهم هل يذاكر فيقولان له: نعم. وهو لا يذاكر بجد إنما يكتب بعض الدروس، وعندما عاد عمه إلى الريف كان يتظاهر أمامه بالمذاكرة. وعندما أتى الاختبار انتشر الغش ( عام 2011 ) في السنة التي كانت فيها أوضاع اليمن صعبة واختبر وكان الملاحظ يأخذ من الكل نقوداً ويسمح بالغش، وكان هذا الطالب والكل يغشون ويزعجونه إذا أستطاع الإجابة عن أي سؤال لم يعرفوا إجابته في بعض المواد التي ذاكرها، وتأتي إجابات جاهزة من الخارج لأن الأوضاع كانت سيئة في كل اللجان، وبعد إكمال الاختبار حصل على معدل 92.25 % ولكنه يعتقد بأنه إذا لم يوجد غش سيحصل على معدل في الستينات وامتياز في الرياضيات والإنجليزي ولكنه غير متأكد من نجاحه في الكيمياء ( علماً بأن مدرس الكيمياء ضعيف في التدريس وكان يقول للطلاب بأنه سيساعدهم في نهاية السنة بالغش) وأراد من والديه أن يعيد السنة فلم يسمحا له وقالا له: كيف تعيد السنة وجميع الطلاب يغشون! ألا تذكر عندما كنا ننصحك بالمذاكرة! وبعد مرور العطلة ( سنة) سافر إلى المدينة لعند خاله وخالته وعمه الآخر ( زوج أخت أبيه وهو مدرس) وعمته الذين لا يعلمون أنه غش ما عدا خالته، وقد اتصل بوالدته وأراد منها إعادة الثالث ثانوي في المدينة فقالت له: مستحيل أن تعيد السنة ( ثالث ثانوي ) وإن أبي غضب عليها عندما أخبرته بذلك وأنه غير موافق وأنه قال أيضاً عد إلى الريف نم أو واصل تعليمك ( علماً بأن والديه متعلمان وطيبان) ويخشى أن تحدث بينهما مشاكل، وقد ضاق وكره هذه الحياة وهو نادم على كل ما فعله من غش ولن يعود له أبداً، وأيضاً يحب أن يتعلم وقد حرم على نفسه الذهاب إلى أي منحة وفتحت الجامعات باب التسجيل والآن هو يذاكر بعض المواد التي تدخل في اختبار القبول والمفاضلة ( فيزياء - رياضيات - إنجليزي ) علماً بأن المفاضلة تتم على أساس اختبار القبول فهل له أن يسجل في الجامعة؟ علماً بأنه سيجتهد ويتفوق في الجامعة ولن يغش أبدا؟ وهل سيكون رزقه حلالا إن عمل بشهادة الجامعة أو أكمل ما بعد الجامعة من تعليم في الخارج؟ وهل يجوز أن يتقدم إلى منحة للخارج له فماذا يفعل؟ وهل يتصل بعمه ( الدكتور ) ويخبره بالحقيقة لأنه يخشى أن يقول عن والديه أنهما كذابان رغم أن المخطئ هو هذا الطالب ولا يريد أن يسبب أي مشاكل لوالديه؟ هل يوجد حل يرضي الله ثم الآخرين أم يهرب من والديه ويختفي عن الأنظار في المدينة بُعداً عن مواصلة تعليمه بشهادة الثالث ثانوي أو يبحث له عن عمل علماً بأنه لديه خبرة في إصلاح الكمبيوترات والتعليم واللغة الإنجليزية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فنصيحتي لهذا الطالب أن يستغفر الله تعالى عن الماضي استغفارا كثيرا، ويتقدم لامتحان الجامعة، ويعوض ما فات بمزيد من الجد والاجتهاد في الجامعة، والبعد عن الغش، وأسأل الله له التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.