2012-06-23 • فتوى رقم 57999
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مسلم ملتزم والحمد لله وملتح بفضل من الله سبحانه وتعالى.
أنا مبتلى بالوسواس القهري في أمور كثيرة وتتغير الأفكار من آن لآخر فيكون في الطلاق وفي أي كلام أنه استهزاء بالدين والعياذ بالله، ثم في الوضوء فأعيد الوضوء أكثر من مرة وأعيد الصلاة أكثر من مرة، وآخذ علاجا دوائيا للوسواس القهري. كنت متوترا جدا لأني لا أستطيع صلاة الظهر وكلما بدأت الصلاة أقطعها وأعيدها مرة بسبب أن الشيطان يقول لي لم تنو ومرة يقول لي لم تقرأ الفاتحة وهكذا، وكنت في غاية الضيق ولم تكن زوجتي في البيت وعندما جاءت كنت أنا في غاية الضيق وقلت لها لا أستطيع صلاة الظهر بسبب الوسواس فقامت بلمسي لتهون عليّ ولكني عندما تلمسني أعيد الوضوء فلم أحس بنفسي إلا وقمت بقطع الجلباب الذي ألبسه و قطعت أزراره من الضيق والغضب وأنا أقول لها لا تلمسيني (لأني بذلك سأعيد الوضوء). بعد ذلك أخذت أقول أستغفر الله العظيم سامحني يا رب ولم أصدق ما فعلته لعلمي بحديث النبي عليه الصلاة والسلام فيما معناه ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب وأصبحت في حالة سيئة جدا لا أصدق ما فعلته، وأخذت أضرب بيدي على الحائط أو على أقدامي أو السرير أو على رأسي لا أتذكر. ثم بعد ذلك قلت لزوجتي: "شفتي وصلتيني لفين- غير متأكد أني قلت ذلك تذكرت ذلك لاحقا " ثم قلت لها: لقد شققت جلبابي أو لقد قطعة أزرار جلبابي" فقالت لي: لا عليك فا أنت لم تكن في وعيك فزوجتي زوجة صالحة والحمد لله، ثم حاولت أن أهدئ نفسي وقلت الشهادتين أكثر من مرة ثم حاولت الوضوء أكثر من مرة حتى توضأت وأعدت صلاة الظهر، ثم بحث على الإنترنت على حكم شق الجلباب فوجدت أنه منهي عنه وأن معنى (ليس منا) في الحديث لا تعني الكفر والعياذ بالله وأن كفارة ذلك التوبة والاستغفار، ثم قمت مرة ثانيا وأعدت صلاة الظهر ثم نزلت للمسجد للصلاة وصليت العصر.
ثم بعد ذلك بدأت الوساوس بعد أن صليت العصر أو قبل، المهم بعد هذه الواقعة بفترة اعترتني هذه الوساوس:
1- وسوس لي الشيطان أني قلت لزوجتي (شفتي وصلتيني لفين ) ويقول لي الشيطان أنت كنت تقصد بهذا الكلام أنها أوصلتك للكفر -والعياذ بالله- لم أقل ذلك صراحة مع العلم أني غير متذكر إن كنت قلت ذلك أم لا أو كان في بالي ذلك أو لا ولكن ما قلت بعد ذلك ( لقد شققت جلبابي أو لقد قطعة أزرار جلبابي). فهل لو كان في بالي ذلك عندما قلت (شفتي وصلتيني لفين) لأني كنت أظن أن هذا الفعل قد يترتب عليه الكفر والعياذ بالله ولكني لم أقل ذلك صراحة ثم قلت لها ( لقد شققت جلبابي أو لقد قطعت أزرار جلبابي) أو كنت أظن أن هذا الفعل قد يترتب عليه الكفر -والعياذ بالله- يحدث ذلك شيء.
2 – عندما قلت الشهادتين أكثر من مرة قبل أن أتوضأ وسوس لي الشيطان بعد ذلك أنني كنت أقولها بنية الدخول في الإسلام ظننا مني أنه قد يكون وقع شيء والعياذ بالله ولست متأكدا من ذلك أيضا ولكن: هل لو كان ذلك صحيحا وأني قلتها بهذه النية هل مجرد الشهادة بهذه النية يحدث شيئا والعياذ بالله؟
والآن ما رأيكم وهل لما فعلته كفارة؟
4- هل كتابة هذه الألفاظ للسؤال يحدث شيئا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل ذلك وساوس لا تهم، وأسأل الله تعالى أن يصرف عنك الوساوس، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وعلى المبتلى بذلك أن يكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وأوصيه بالدعاء في الثلث الأخير من الليل بأن يصرف الله عنه الوسوسة فهو وقت إجابة، وسوف أدعو معه الله تعالى أن يصرف ويخفف عنه ما هو فيه إن شاء الله تعالى.
وأرجو ألا تسألني عن الوساوس مجددا فقد طلبت منك ذلك مرارا، لأنها تزيد في وسوستك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.