2012-06-30 • فتوى رقم 58121
السلام عليكم
أنا ضابط شرطة مصري، مرتبي 1560 جنيه مصري، متزوج ولدي طفل لديه 5 أيام،
الحمد لله المعيشه سهلة وبسيطة ومستورة بفضل الله تعالى، الموضوع: والدة زوجتي ( حماتي ) طلبت مني أني آخد قرضا على مرتبي بقيمه 15000 ألف جنيها مصريا، وذلك لأنها مديونة لأشخاص بتلك المبالغ، و هم يطالبونها بهم ولا مخرج آخر لديها ولا سبيل للاقتراض لأنها تريد السداد بمبالغ بسيطه شهريا، وبدأت فعلا في إجراءات القرض. وسيكون السداد شهريا حوالي 400 جنيها مصريا، على 5 سنوات ... وطبعا هذا القرض بفائدة.
اأنا وافقت أن القرض يأتي على مرتبي وحماتي هي من ستقوم بالسداد ... أي أنا لن أخسر شيئا، ولن أتاثر .. ولكن القرض باسمي وعلي مرتبي، مع العلم أني لن أدخل قرشا واحدا من مبلغ القرض لبيتي ... لا علاقه لي بالقرض سوى أنه باسمي .... فقط.
ما حكم هذا القرض الذي اقترضته لفك كرب مديون؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنت شريك في الربا الذي هو من كبائر الذنوب، وعليك الامتناع عن ذلك والرجوع عنه، فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فلتتقي (حماتك) الله تعالى، ولتبحث بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.