2006-06-20 • فتوى رقم 5814
اشتريت شقة في عمارة من المال الذي جمعته بفضل الله، وبعد مدة من سكني في هذه العمارة اكتشفت أشياء مروعة, فإحدى العائلات لديها 3 شبان, الأول يبيع المخدرات، والثاني يسرق، والثالث متزوج بعاهرة ويتاجر بها والعياذ بالله, ويرجعون بعد منتصف الليل وهم سكارى وتبدأ المناوشات والكلام البذيئ والأصوات واصطفاف السيارات أمام مدخل العمارة بمختلف أنواعها من أجل اصطحاب الجارة العاهرة لممارسة ما حرم الله، وكم من مرة بعد من منتصف الليل سمعتهم يمارسون الجنس في المدرج، وإذا اتصلنا بالشرطة فيأخذونهم ولكن في الصباح يطلقون سراحهم، وفي النهار أكون غائبا عن المنزل بسبب العمل فينتابني الخوف والقلق خاصة أني أسكن مع الوالدة والزوجة وأولاد صغار، وعندما اشتريت هذه الشقة مالكها الأصلي لم يصارحني بهذه الأشياء وتعمد البيع لنفس الأسباب السابقة,
والسؤال: إني أفكر في الرحيل إلى مكان أخر، ولكن المشكلة أن هذه الشقة يصعب بيعها بسبب الظروف السابقة، ولا أملك المال الكافي لشراء شقة أخرى ومرغم للحصول قرض ربوي للهروب من الجحيم, أو أخدع المشتري المفترض كما خدعني الأول، ماذا أفعل يا شيخ وبماذا تنصحني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض من البنك إن كان بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)[البقرة: 275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، ومحال أن يكون حلا لمشكلة مثل مشكلتك. قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }[البقرة: 278]، ولا يباح الرباإلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس من ذلك.
ولك أن تتركي البيت وتستأجري بيتا آخر بدلا من الشراء بقرض ربوي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.