2006-06-20 • فتوى رقم 5817
ماهو أفضل أجر للصدقه، وما هو؟
أنا أريد أن أتصدق، ولكن بأفضل أجر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ذكر الفقهاء الحالات والأماكن الّتي تفضّل فيها الصّدقة ، ويكون أجرها أكثر من غيرها ، ومن هذه الحالات والأماكن ما يأتي:
دفع صدقة التّطوّع في رمضان أفضل من دفعها في غيره ، لما رواه التّرمذيّ عن أنس - رضي الله عنه - :( سئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أيّ الصّدقة أفضل ؟ قال : صدقة في رمضان ). ولأنّ الفقراء فيه يضعفون ويعجزون عن الكسب بسبب الصّوم .
وتتأكّد في الأيّام الفاضلة كعشر ذي الحجّة ، وأيّام العيد ، وكذا في الأماكن الشّريفة ، كمكّة والمدينة ، وفي الغزو ، والحجّ ، وعند الأمور المهمّة ، كالكسوف والمرض والسّفر .
لكن لا يفهم من هذا أنّ من أراد التّطوّع بصدقة ، أو برّ في رجب ، أو شعبان مثلاً ، أنّ الأفضل له أن يؤخّره إلى رمضان أو غيره من الأوقات الفاضلة ، بل المسارعة إلى الصّدقة أفضل بلا شكّ ، وإنّما المراد أنّ التّصدّق في رمضان وغيره من الأيّام الفاضلة أعظم أجراً ممّا يقع في غيرها.
والتصدق في أوقات الحاجة أفضل منها في غيرها لقوله تعالى :{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }.
وأن ينوي المتصدّق ثوابها لجميع المؤمنين والمؤمنات لأنّها تصل إليهم ، ولا ينقص من أجره شيء ، وقد ورد في الحديث أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : (إنّما الأعمال بالنّيّات).
وأن تكون سرّاً ، وإن كانت تصحّ ويثاب عليها في العلن ، قال اللّه تعالى :{إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه ... وذكر منهم : رجلاً تصدّق أخفى حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ).
وأن يكون المتصدّق به أي المال المعطى من أجود مال المتصدّق وأحبّه إليه ، قال اللّه تعالى :{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ }.
ثم إن الصدقة يجب ان تكون بلا منّ ولا أذى، لأنه يبطل الثّواب بذلك ، فقد نهى اللّه تعالى عن المنّ والأذى ، وجعلهما مبطلين للصّدقات حيث قال :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ }، وحثّ سبحانه وتعالى المنفقين في سبيل اللّه بعدم إتباع ما أنفقوا منّاً ولا أذىً فقال :{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذىً لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.