2006-06-20 • فتوى رقم 5828
السلام عليكم
كيف تكون صفة الوقوف في الملتزم في المسجد الحرام؟
وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد نصّ الفقهاء على أنّ كيفيّة التزام الملتزم أن يلصق صدره ووجهه بجدار البيت، ويضع خدّه الأيمن عليه، ويبسط ذراعيه وكفّيه، بحيث تكون يده اليمنى إلى الباب واليسرى إلى الركن، ويتعلّق بأستار الكعبة كما يتعلّق عبد ذليل بطرف ثوب لمولى جليل كالمتشفّع بها، ويدعو حال تثبته وتعلقه بالأستار مجتهداً متضرّعاً، متخشّعاً، مكبّرا، مهلّلاً، مصلّياً على النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويبكي أو يتباكى، ولو لم ينل الأستار يضع يديه على رأسه مبسوطتين على الجدار قائمتين، والتصق بالجدار ، ودعا بما شاء وبما أحبّ من خيري الدنيا والآخرة ، ومنه : اللّهمّ هذا بيتك وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخّرت لي من خلقك ، وسيّرتني في بلادك حتّى بلّغتني بنعمتك إلى بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي ، فإن كنت رضيت عنّي فازدد عنّي رضاً ، وإلّا فمن الآن قبل أن تنأى عن بيتك داري ، فهذا أوان الفراق إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ، ولا راغب عنك ولا عن بيتك ، اللّهمّ فاصحبني العافية في بدني ، والصّحّة في جسمي ، والعصمة في ديني ، وأحسن منقلبي ، وارزقني طاعتك أبداً ما أبقيتني ، واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة ، إنّك على كلّ شيء قدير .
وإن أحبّ دعا بغير ذلك ، وصلّى على النّبيّ صلى الله عليه وسلم .
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.