2012-07-17 • فتوى رقم 58431
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يا شيخنا: أنا أريد أن أطرح عليك مشكلة لصديقتي وأنا أحب أن أفيدها بإذن الله، رفيقتي متزوجة وعندها بنت ومشكلتها أنها هي كانت بنت جيدة ولا تحب الحرام ومحافظة، وبعد ما تزوجت قضت حياتها مع زوجها في المشاكل بسبب أمه وأمها وهو أيضا وبعد سنة من زواجها سافر زوجها في شغل وهي كانت لا تستطيع أن تعيش وحدها، وبعد مرور عدة أشهر تعرفت على شاب على النت وكان يقنعها بأن يتلاقيا وهي كانت ترفض لأنها كانت محافظة وبقي يقنعها بأنها وحيدة وزوجها ظالم وهكذا حتى وقعت بالحرام وبعدها ندمت ولكن أيضا وقعت بالحرام وتعرفت على شبان وكانوا أيضا يوقعونها بالزنا -والعياذ بالله- وهي الآن تابت توبة نصوحا إن شاء الله، وهي نادمة جدا جدا جدا وهي الآن تصوم وتصلي وتقوم الليل وتصوم الأيام الثلاثة البيض وهي دوما تبكي ونادمة على ما فعلت والآن الله سبحانه وتعالى طعمها العمرة مرتين وهي تائبة نادمة وتقرأ القرآن في الليل وتدعو بأن الله يغفر لها وهي تشعر بالذنب حيال زوجها وهي الآن تعيش معه، ماذا تفعل: هل تقول لزوجها لكي يسامحها أم ماذا؟ وهل توبتها مقبولة؟
أرجو الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لها إخبار زوجها، والزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليها التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فلتسارع إلى التوبة النصوح ولتبتعدي عن كل رجل أجنبي عنها ولتطيل الندم والاستغفار، ولتستري نفسها فلا تخبر بذلك أحدا أبدا، ولطمئن بعد ذلك إلى غفران الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.