2012-07-24 • فتوى رقم 58560
أنا من اليمن ومشكلتي في الدنيا كلها هي أمي، والدي متوفى حين كان عمري 7 سنوات، كان عندي أخ أكبر مني بأربع سنوات وعندي أختان أخت أكبر مني بست سنوات وأخت أصغر مني بأربع سنوات، المهم الآن الحمد لله وله الحمد نحن تقدمنا كثيرا فأختي الكبيرة مثلا تزوجت وأخي تزوج وأنا أصبحت أعمل وذو منصب اجتماعي عال أي مدير قسم في شركة كبيرة، وأختي أصبحت في كلية هندسة، الآن المشكلة كلها أن والدتي تحب المشاكل كثيرا لدرجة أنه لما والدي توفي قطعت علاقتنا بأهلنا كلها وكنت أنا أيامها داخل المدرسة ولما كنت أشتغل في الثانوية العامة هي كانت تأخذ كل فلوسي وتقول لي لكي تساعد أختك في الزواج وأنا كنت أعمل في المقاهي والكازينوهات الليلية طول فترة الثانوية العامة، أنا لم أجد منها حنانا طول عمري ودائما تظلم الناس أمام عيني وعملت حاجات غير جيدة كثيرا وتغضب ربنا يعني مثلا لما والدي توفي تعرفت على شخص وأستغفر الله العظيم كانت تحضره للبيت وكنا ساعتها صغيرين لدرجة أني لا أزال أذكر الموقف إلى الآن سمعت منها كلمة وأعوذ بالله تقول: لو لم يكن حراما لكانت الواحدة زنت كل يوم، هي وصلت للدرجة الفجور، أنا آسف لكن هذه هي الحقيقة، المهم لما كبرنا الآن وفهمنها كل حاجة الواحد يكون محرجا من نفسه لدرجة لا أحد يتخيلها لدرجة أني قلت: ربنا يهديها وقلت أنسى الماضي القديم وقلت لنفسي هي في الأول والآخر أمي وينبغي أن أصونها لكن للأسف كل ما تكبر تزداد كراهية من بين الناس للدرجة أنها ليس عندها صاحبة وعندما تأتي سيرتها في أي مكان الناس تشتمها، المهم الآن هي سيطرت على أختي للدرجة أنها جندتها لها يعني هي في صفها في كل حاجة وأخي الكبير يكره والدتي وهي تكرهه للدرجة أنها ممكن تقعد الصبح كل يوم بالخمس تدعو عليه دعوات قذرة والآن هناك مشاكل بينه وبينها حتى زوجة أخي وهي طيبة كثيرا لكن أمي مفترية وهذه الكلمة ليست كافية لدرجة أني حتى وقتنا هذا أجلس مع نفسي وأحاول أن أتذكر منها حاجة حلوة أحبها بها فلا أجد ولغاية الآن تأخذ مني فلوسا وممكن وأنا في البيت لو حاولت أن أتكلم معها بخير تشتم وتقلل أدبها فأنا أحاول أن أجتنبها بالجلوس أمام الكمبيوتر طول اليوم تجنبا للمشاكل لكن أخيرا فاض بي الكيل وقررت أن أسافر إلى خارج اليمن وأتزوج وأعيش بعيدا عنها وأنسى كل الماضي وأفتح صفحة جديدة من حياتي مع نفسي وأنساها وأنسى أهلي للأبد، هل هذا حرام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليكم أن لا تدعوا أمكم تستسلم لرغباتها المخالفة للشريعة الإسلامية، بل عليكم أن تنصحوها مراراً وتكراراً في أوقات الراحة بأدب، وتمنعوها من ذلك، وتعلموها بأنها بمخالفتها أحكام الله تعالى، تجلب الويلات لها ولأولادها، ولا عبرة بانزعاحها عند نصحكم لها بأدب ولطف، ولا تطيعوها في المحرمات، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان:14-15].
وأسأل الله لها الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.