2012-07-24 • فتوى رقم 58574
السلام عليكم
أنا كنت مع والدي أطيعهم ولا أرد لهما طلبها، كنت أسيّر محلا للتجارة ولي إخوة متزوجون وأنا الرابع تزوجت بعدما فرحت أمي وأبي بعد تردد، المهم لدي أخوان مستقلان وأنا أخي في البيت ولي أخ آخر تزوج بعدي، المهم المجموع 5 أولاد و4 بنات متزوجات، أصبحت المشاكل تأخذ منعرجات من طرف الأخ الأكبر كأن أخرج من المحل وأستقل ببيت والبنات كلما يأتون إلى البيت يحرضون أمي على زوجتي، المهم بالتقادم كرهتني أمي وأبي بعد ما أنجبت 4 أولاد وأخرجتني من البيت بعدما كانت زوجتي بالحمل الرابع فافترقنا 4 أشهر فذهبت لأمي فقلت لها أرجع إلى البيت أو أطلق ففضلت طلاقي على رجوعي إلى البيت وكذلك أبي استأجرت بيتا غير لائق والزوجة على وشك الولادة ولا أحد أشفق علي، أريد أن أعرف حكم الشرع في معاملة الأم علما أني نسيت كل شيء فقط أمي عندما أسألها لماذا لا تأتي لعندي تقول لا أرتاح عندك، بعدما من علي الله بشراء بيت والأب لا يأتي ويذهبون لعند كل الأولاد إلا أنا، لا أنسى مقولة مشهورة عندما كان البنات يحرضون علي بإخراجي من البيت تقول لهم إلا هو فهو دمي.
أصبحت الآن بخسا، عندما أعزمهم لا يريدون، لا أعرف لماذا فهل هم مخطئون؟ وعندما يدعوهم أخي أمامي لا ترد له طلبا، أرجوك هل يوجد دليل من القرآن: أحسن إلى الأولاد؟ وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
فأحسن معاملة أهلك، وتقرب إليهم بالهدايا، قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35] وأسأل الله تعالى أن يحسن أحوالكم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.