2012-07-30 • فتوى رقم 58694
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال قد حيَّرني لعلي أجد الإفادة هنا.
عندنا في الجزائر عندما يُريد الإنسان فتح محل تجاري يذهب لمصلحة السجل التجاري ويُكَوِّنُ مَلفاًّ بسيطاً ويفتح سجلا تجاريا حسب الرغبة التي يريد مزاولة النشاط فيها، بعد ذلك يذهب للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لغير الأجراء (مصلحة تابعة للدولة الجزائرية) ويصرح بالنشاط المُمارس بإعطائهم نسخة من السجل التجاري، بعد ذلك يذهب لمصلحة الضرائب ويصرح أيضا بالنشاط بإعطائهم نسخة من السجل التجاري، وبعد مرور كل سنة يذهب ذهابا اختياريا إلى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية ويُسدِّد مبلغا معيَّنا تُحدده هذه المصلحة فيُصبح هذا التاجر مُؤمنا عند هذه المصلحة فتُرجع له ثمانين بالمائة من ثمن الدواء وتَضمن له حقَّ التقاعد في الكبر بحيث تُحدد له أجرةً شهريةً في سن الشيخوخة كما يسمى، عند بلوغه سن الستِّين سنة ولكن بعد تصفية حسابه أيضا مع مصلحة الضرائب. (وتستطيع أيضا ألَّا تدفع لمصلحة التأمين أي دينار طوال خمسة عشرة سنة، لكن عندما تذهب إليهم لتصفية حِسابك وأخذ معاش التقاعد عند بلوغ الستين سنة يحسبون لك المبلغ الذي يجب دفعه إليهم طِوال فترة النشاط، فتقوم بدفعه إليهم زائد غرامة مالية على التأخير)، عِلما يا شيخنا الفاضل أن التأمين في هاته الحالة غير مفروض على التاجر بل بالاختيار. وأن هاته المصلحة تابعة للدولة (الحكومة ) الجزائرية. وأيضا هناك معلومة تقول أن هذا الصندوق (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء) لديه دعم من الدولة.
أفيدوني يا شيخنا الكريم بارك الله فيكم ما حكم الاشتراك في هذا الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لغير الأجراء في الحالتين سواء كان له دعم من الدولة أو ليس له دعم؟ خصوصا أن الإنسان عندما يبلغ سن الشيخوخة يجد راتب معاش التقاعد بعد تجارة طويلة يحفظ عليه كرامته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا فرق في الحكم بين ما تدعمه الدولة وبين الذي لا تدعمه، والضمان الاجتماعي نوع من التأمين، وقد حرمه كثير من الفقهاء، وأجازه كثير منهم بشرط أن لا تنمى أمواله بالربا والمحرمات الأخرى، والتحريم هم الأصح عندي.
ولك أن تسترجع مما دفعته بعضه أو كله دون زيادة عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.