2012-08-02 • فتوى رقم 58719
أعيش في بلد أوربي منذ ما يقارب العشر سنين، خلال تلك الفترة أصىب زوجي بمرض جلدي تغير معه شكله وأخلاقه، يجرح مشاعري بأنه لم ىرني جميلة ويدعو الله بأن لا أكون زوجته في الدار الآخرة، ويقضي معظم وقته يتحدث في الهاتف أو النت وأنا صابرة، وفي السنتين الأخيرتين وجد زوجي شغلا يكفينا ولكن له أخ يريده أن يعود لبلده مع العلم بأن زوجي ليس له مال يكفنا للمعيشة هناك ولا يمتلك بيتا ومدرسة الأولاد بالمال ولا يملكه
زوجي، وأنا هنا أعيش في بيت مستقل وأولادي في مدرسة مجانية وزوجي قال لو قطع التذكرة أنا طلقانة والثلاثة طلعت منه، وقبل يومين قال هو يعني إذا صعد الطائرة أنا طلقانة بالثلاث، فهل أسافر وأضيع أولادي وأجعلهم تحت رحمة أعمامهم أم أبقى في بيتي فأنا أشعر أنه يريد أن يضرني قال إذا سافرت معه أبقى في البيت لا عمل ولا دراسات عليا، يفعل كل ذلك ليرضي إخوته. أفتوني ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا طلاق معلق على شرط، وهو (قطع التذكرة)، فإذا فعلت ذلك فقد طلقت في المذاهب الأربعة، وقال بعض الفقهاء: إن نوى به الزوج الطلاق فهو طلاق، وإن نوى به المنع (المنع من قطع التذكرة) فقط دون الطلاق فهو يمين وليس طلاقاً، ويجب للحنث فيه كفارة يمين، ولا تطلق الزوجة به، وبهذا القول تفتي بعض لجان الفتوى وبعض المحاكم الشرعية، والراجح عندي قول المذاهب الأربعة، لقوة دليله في نظري.
وعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.