2012-08-02 • فتوى رقم 58734
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني أحتفظ بمجموعة برامج قمت بتحميلها من الإنترنت ولها (كراك وسيريال نمبر) ولم يخطر ببالي أنه حرام استخدام هذه البرامج التي لم أشترها، وحملتها وحملت (السيريال نمبر) الخاص بها من الإنترنت، وبينما كنت أتجول على الإنترنت وجدت فتوى أنه حرام استخدام البرامج (والكراك والسيريال) الخاص بها من غير إذن أصحاب هذه البرامج وشرائها منهم رغم أني لا أعلم أين يبيعون مثل هذه البرامج ولا أعلم هل أسعارها غالية أم منخفضة ولا أعلم كيف أشتري عن طريق الإنترنت لو كانوا يبيعون مثل هذه البرامج على الإنترنت فأخاف أن أشتري شيئا من الإنترنت لأن النصب كثير في هذا المجال وخاصة أنه ينبغي أن يكون لك حساب مالي على الإنترنت كفيزا أو لا أدري ماذا لكي تستطيع الشراء من النت أو تدخل رقم حسابك المالي لكي تستطيع الشراء وقد سمعت أنهم قد يسرقون رقم حسابك أو الفيزا إذا أدخلتها على النت وغيرها من طرق النصب والعياذ بالله ولذلك خفت ولم أستطع أبدا الشراء من الإنترنت بالرغم من أنه كان دائما يعجبني منتجات ولا أجدها إلا عبر الإنترنت ولا أستطيع شراءها. والآن هل حرام استخدامي للبرامج التي احتفظت بها عندي على أسطوانات بالسيريال الخاص بها عندما كنت لا أعلم أن ذلك حرام بالرغم من أني توقفت بعد أن علمت أن ذلك حرام من تحميل أي برنامج آخر غير مجاني؟ وهل هو فعلا حرام رغم أني لا أعرف كيف اشتريها؟ ولو كانت مبالغها غالية لن أستطيع شراءها حتى لو عرفت كيف أشتريها، فهل حرام أن أستخدم البرامج التي احتفظت بها قبل معرفتي أنها حرام ويجب أن أتخلص منها؟ وهل حرام أيضا لو حمّلت أي برنامج آخر واستخدمته بعد معرفتي بأن ذلك حرام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموضوع يدخل تحت اسم الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هو مال أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة من هذه الحقوق بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالاً، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني.
وعليه فلا حرج عليك في ذلك إن شاء الله تعالى عند كثير من الفقهاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.