2012-08-24 • فتوى رقم 58957
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديق يتعذب عذابا نفسيا شديدا لأمرين، وأرجو أن أجد عندكم الإجابة الشافية عساه يجد السكينة ويعيش حياته بشكل طبيعي.
الأمر الأول: كان قد التقى بفتاة أحبته، لكنهما زنيا أكثر من مرة حتى حملت ثم قاما بعملية إجهاض مباشرة بعيد تأخر الحيض بقليل. بعد ذلك ندم ندما شديدا وأخبرها أنه يريد الزواج تكفيرا عن هذا الذنب، ففرحت فرحا شديدا، وعقدا عقد النكاح على سنة الله ورسوله، بعد أن طلب يدها من أهلها. هي الآن متحجبة ولهما ولدان. هو يتساءل إن كان عقد النكاح صحيحا، علما أنه لا يتذكر إن كانت زوجته قد نطقت بالتوبة لفظا في غمرة الفرحة والاستعداد للزواج وعلما أن هناك من حرم على الشخص الزواج بمن زنى بها بالمطلق.
الأمر الثاني: على إثر بعض الخلافات كانت تنتابه نوبات غضب شديدة حتى أنه سب الرب والدين، ثم كان يندم ندما شديدا ويستغفر. الآن هو يواظب على الصلاة في المسجد والاستغفار وقراءة القرآن. هل بطل عقد نكاحه علما أنه لم يكن يعلم حينها أنه يجب عليه أن يعيد نطق الشهادتين وعلما أيضا أن الابن الثاني ازداد له بعد هذه الحوادث؟ هل ولده هذا من عقد نكاح صحيح؟
عفوا على الإطالة
وما استعجلت الإجابة إلا للحالة النفسية التي يعيشها ولشكه في زواجه وكون ولده الثاني من عقد نكاح قد يكون باطلا بسبب سبه الله عز وجل والدين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فزواجه منها صحيح إن استوفى أركانه وشروطه، وعليهما أن يكثرا من الاستغفار وفعل الصالحات، وأسأل الله تعالى لهما الغفران.
وإن سب الله عز وجل من الكبائر.
والساب للدين إن اعتقد ما يقول فهو مرتد والعياذ بالله تعالى، وتطلق منه زوجته.
وإن لم يعتقد ذلك فهو مسلم فاسق، وعليه التوبة والاستغفار والنطق بالشهادتين مباشرة، ولا يؤثر ذلك على زواجه، وعليه أن يسارع إلى التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح فإنها تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70]
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.