2012-09-12 • فتوى رقم 59032
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة جامعية من الجزائر تعرفت على شخص من عائلة متدينة نيته كانت صادقة ووعدني أن يتقدم إلى عائلتي بقصد الزواج، ولما تكلم مع والدته (وهو يتيم الأب) بالموضوع من أجل الخطبة (على حسب ما أخبرني) والدته رفضت الأمر ولم تقبل بي ولم توافقه الرأي بسبب أنها أرادت أن تزوجه قريبتها كما خيرته بيني وبينها (أي والدته) وإذا اختارني فليتحمل عواقبه كما أمرته أن يحترم عاداتهم ويطبقها رغم أنهم لا يعرفون شيئا عني لا حسبي ولا نسبي، لا شكلي ولا مظهري إلا أنهم (أسرته وعائلته) تكلموا عني بكل أنواع الباطل والمناكر وغيرها من السب والشتم حتى وصل به الأمر أن يراسلني برسائل جوال ويلومني على مشاكل عائلته عند رفضه لقريبته ويقول لي كلاما لم أتوقعه منه أبدا وقد لاحظت تغيره اتجاهي تغيرا شاملا وكرها كبيرا رغم أنه يعلم جيدا أنه لا دخل لي في كل ما حصل كما أنه اعترف لي بهذا يوما ولكنه فاجأني بكلامه وتصرفاته هذه رغم أنه متدين ويدرس الشريعة الإسلامية بأحد جامعات الجزائر
والله مع كل هذا لم تسمع عائلته مني ولا كلمة ولم أرد عليهم يوما إلا أنني حائرة في أمري تجاه معاملتهم وظلمهم لي دون أي أدنى سبب وكيف يحكمون على شخص بعيد وغريب عنهم بهذه الطرق!
والله شاهد على كل كلمة راسلتكم بها فاضطررت للاتصال بكم قاصدتكم معرفة حكم هذه الوضعية
في انتظار ردكم لي عبر البريد الإلكتروني، تقبلوا فضيلة الشيخ كل احتراماتي وأكون شاكرة لكم جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت أصلا في التعرف على ذلك الشاب، والحديث معه، فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
وربما عاقبك الله على ذلك، فتوبي لله، ثم اسأليه الزوج الصالح، وأسأل الله تعالى أن يكرمك خيرا ممن تركك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.