2012-09-14 • فتوى رقم 59078
أب متخاصم مع أولاده الرجال وحصل منهم أنهم ضربوه هو ووالدتهم وتركوا البيت والأب كتب البيت للبنات، هل هذا حرام (أن يكتب البيت للبنات) أم حلال؟ مع العلم أن أولاده الرجال تركوا البيت من 5 سنين تقريبا واعتدَوا على والدهم ووالدتهم أكثر من مرة
أود الجواب في أقرب وقت وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أساء الأولاد بما صنعوا مع أبيهم، وكفارة ذلك أن يتوددوا إليه، ويعظموا من بره والإحسان إليه، واحتمال الأذى منه، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصح الأولاد بأن يحسنوا لأبيهم قدر إمكانهم ويحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بهم ضرراً، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
فإذا لم يرجعوا إلى حسن معاملة أبيهم وأمهم، فللأب والأم أن يفضلا البنات البارات بهما بشيء من الهدايا أكثر من الرجال.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.