2005-12-09 • فتوى رقم 591
نعيش في حي يعمل جل أهله في مجال الشحن والتسويق، بل إن أغلبهم يعملون بالسيارات الشاحنة، فيذهب أحدهم ويشتري سيارة شاحنة لنقل البضائع، فيأخذ إنتاج السيارة ويدفعه سلفة لسيارة أخرى، وهكذا حتى إن بعضهم يملك ربما أكثر من خمسين سيارة قاطرة ومقطورة تعمل على الخطوط الدولية للشحن ولا يملك سيولة مالية بيده بسبب كثرة شرائه للسيارات ،وأصحاب هذه السيارات لا يدفعون الزكاة، متعللين بأن السيارة لا يجب فيها الزكاة، وبالمقابل لا يدفعون زكاة المال بحجة أنه ما وجد عندهم المال الذي حال عليه الحول، وطبعاً ما حال عليه الحول لأنه كلما وجد عنده شيئا من المال بادر لشراء سيارة جديدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان هؤلاء يفعلون ذلك تهربا من دفع الزكاة فإنهم آثمون، وإذا لم ينووا ذلك فلا إثم عليهم، وإن عنلهم هذا يرخص على الناس أجرة النقل بشكل تلقائي، فيكون فيه خدمة للمسلمين مثل الزكاة، أو أكثر منها، وعلى كل حال، فإذا حال عليهم حول وعندهم نقود أو بضائع تساوي النصاب فعليهم زكاتها، أما السيارات العاملة فلا زكاة فيها عليهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.