2012-09-19 • فتوى رقم 59137
كنت أمتلك عدة من كروت الائتمان وقروض لشراء بيت بأمريكا ولم أدفعها وأعلنت تفليسة قانونية هنا بأمريكا واستعاد البنك بيته ولم أدفع كروت الائتمان وقد تراكمت وأصبحت مبلغا ضخما جدا بعد زيادة الفوائد عليه, بعد ذلك تبت وحججت بيت الله وأريد أن أعرف: هل علي أن أعيد هذه المبالغ مع العلم أن بعضها يستحيل لعدم توفر المعلومات وبعضها يصعب جدا لكبر المبلغ وعدم مقدرتي على دفعه مرة واحدة إلا أن أكون معدما تماما وأنا أسرتي كبيرة حاليا فما العمل؟
من الناحية القانونية فليس علي أي شيء لأن التفليسة القانونية قد سوت الأمر كله ومع كل الجهات, أما الأموال التي أخذتها من أشخاص بعينهم حاولت استرجاعها لهم كلها على حسب علمي, أما المال العام أو ما يعرف بكروت الائتمان فلم أدفع منه أي شيء وأريد أن أعرف الآتي:
(1) هل علي أن أعيدها أم أنها من نزغات الشيطان التي تقول لي أن توبتي غير كافية أم أن التوبة تجبّ وتمسح ما قبلها وعلي أن لا أعمل ذلك العمل مرة أخرى؟
(2) هل يكفي استخراج قيمة تقديرية لذلك الغرض إذا استحال معرفة القيمة الحقيقة؟
(3) وهل يمكن دفعها لجهات أخرى إذا تسبب دفعها لنفس الجهات الأصلية في إثارة كثير من الأسئلة أو المشاكل والشكوك لأنه هنا في أمريكا إذا أعلنت تفليسة قانونية وقبلت منك بأمر المحكمة فلا أحد يتصل بالدائنين مرة أخرى ويحاول أن يدفع لهم المبالغ أو جزءا منها.
(4) هل علي أن أدفع زكاة المال على المبلغ النقدي الذي معي الآن وكذلك مبلغ عروض التجارة أم أعتبر نفسي مدينا وأسدد ديني أولا لكروت الائتمان ثم أدفع الزكاة بعد ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بعد التوبة النصوح أن ترد أصل الدين فقط دون الفوائد إن تمكنت من ذلك، وتبذل جهدك في رده إلى أصحابه، فإن تعذر الوصول إلى أصحابه فلا مانع من التصدق بأصل ذلك للفقراء والمساكين بعد ذلك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.