2012-09-19 • فتوى رقم 59142
السلام عليكم
الله يعطيك العافية يا دكتور
أنا مشكلتي مع والدي، أنا عندي والد عاق لأولاده ولا يهمه شيء في هذه الدنيا غير أن أولاده ينبغي أن يضربوا ويهانوا ليل نهار ولا يتكلموا وهو دائما علينا مع الغريب، ودائما يسمعنا كلاما لا يقال للحيوانات، ولم يؤمن مستقبلنا ولا يريد أن يكون لنا مستقبل، ولا علّمنا كلمة من القرآن ولا من الدنيا، بالمختصر هو أب دكتاتور لا يريد لأحد أن يناقشه، وهو دائما على غلط.
المشكلة يا دكتور أننا كبرنا ونحن نرى أمي وأخواتي يضربون وأنا شخصيا لا أقدر أن أتحمل نهائيا أن أرى أخواتي وأمي وعمرها تجاوز الستين عاما تُضرَب وتُهان وأنا شاب مثل غيري أغار على عائلتي ولا أسمح لأحد أن يهينهم.
والوالد تجاوز الستين من عمره ولهذه اللحظة لا أعرف ما دوره في الحياة وما مسؤولياته تجاه أهله.
أنا آسف لأني أطلت لكن سؤالي هو ما الحل؟ هذا أبي لا أقدر أن أفهمه بالقوة وفي نفس الوقت هو لا يفهم بالحسنى، أنا أتكلم معه كثيرا بهذا الخصوص ولكن لا حياة لمن تنادي، وأنا لا أقدر أن أتحمل أكثر من ذلك وأنا خائف أن يتطور الموضوع ولا أتحمل أن أراه يضرب واحدا من أهلي، وعندها لا أدري ماذا يمكن أن يحدث ربما أضربه أو أقتله، هذا هو الخيار الوحيد أمامي
موضوعي معقد ولكن لا تقولوا لي اصبر لأنه للصبر حدود، ولا تقولوا لي أبوك لأن الذي يعامل أهله بهذه الطريقة لا يرتقي لمنزلة حيوان حتى لأن الحيوانات تموت وهي بتدافع عن أولادها.
وشكرا كثيرا يا دكتور وإن شاء الله يجعل فتواك في ميزان حسناتك مضاعفة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلابد من دوام نصح هذا الأب بالكلمة الطيبة، والطريقة اللينة، وتذكيره دائما بالله تعالى، وتوكيل أهل العلم والمكانة لنصحه، والدعاء له في ظهر الغيب بالهداية، وعدم مطاوعته في شيء من المعاصي، والأمر يحتاج لحلم وحكمة، وتذكر ثواب الله تعالى، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.