2012-09-22 • فتوى رقم 59208
زوجي يقوم بمشاهدة أفلام قبيحة ويقوم بإرغامي على مشاهدتها وأنا لا أحب ذلك ولا أريد أن أنظر إلى عورة الرجال والنساء لأنه حرام، ماذا أفعل؟ أأطلب منه الطلاق؟ لأنه بهذه الأفعال يقلل إيماني وأنا عندما أقف وأصلي لله عز وجل أخجل من نفسي وذلك يؤثر عليه وعلى علاقتي به
أرجو الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس لك أن تطاوعيه في ارتكاب المحرمات، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعليك نصحه على انفراد بحكمة وموعظة حسنة، وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وإنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وتبيني له أن الأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا؛ لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة، ثم إن استجاب فبها ونعمت، وإلا فلك أن تطلبي منه الطلاق ولا أنصحك بذلك؛ فإن صبرت واحتسبت لم تضرك معاصيه إن شاء الله.
واسألي الله تعالى له الهداية في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسال الله تعالى أن يهديه، ويوفقك لنصحه بالحكمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.