2012-09-24 • فتوى رقم 59223
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطوبة أختي
من فضلك فضيلة الشيخ أنا أريد فتواك في أمر خطوبة أختي فهي مخطوبة لشخص على دين وخلق وأهله محترمون ولكنه أخفى عليها أمورا اكتشفتها فيما بعد فقد أخفى عنها أنه مصاب بمرض وراثي بالعين حيث إن له عينا بها مرض مزمن بالقرنية وتحتاج لزرع قرنية أخرى، وهذا المرض هو وراثة عن أمه، وأمُّه ورثت هذا المرض عن جده، وأختي قلقة من انتقال المرض لأبنائها بالوراثة في المستقبل وعينه الأخرى ضعيفة جداً، وفي البداية قال لها إن نظره ضعيف فقط دون أن يخبرها بمرضه وأخبرها تحت إلحاح منها حيث يرفض الذهاب للطبيب ويرفض فحص عينيه نهائياً، ومن قبل أخفى عليها أنه مدخن لكنه قال لها بعد ذلك ووعدها بالإقلاع عن التدخين، وبعد يومين فقط قال لها إنه أصبح لا يدخن وهي تشك في صدقه في هذا الموضوع، وكذلك تشك في بخله فهو لا يصرف أبداً على لبسه ومظهره ويحرص على المال بشكل كبير حتى يحسب ثمن المواصلات قبل الخروج من المنزل، بالإضافة إلى أنه يعتمد كثيراً على الآخرين ولا يخجل من طلب المساعدة مرارا وتكراراً بشكل تطفلي وملغ لشخصيته كثيراً ويعتمد على توجيه الآخرين له في أموره، وأختي دائماً غير سعيدة وتشعر بعدم الأمان والخوف منه والخوف على الأبناء إن أراد الله بالذرية من مرضه الوراثي وتخاف من عدم الاستقرار معه لعدم تملكه لسكن والاعتماد على سكن إيجار لحين ميسرة، ودخله محدود ولكنه يقنعها دائماً أنه يحبها وأختي تخشى تركه وتخاف ألا تتزوج مرة أخرى عقاباً لها عن تركه فهي تشعر بعدم الارتياح له ولكنها تخاف أن تكون ظالمة له لو تركته وألا تتزوج مرة أخرى، بالله عليك فضيلة الشيخ ماذا تفعل؟ وماذا نفعل جميعاً كأسرة لا يجرؤ أحد على إبداء رأي لها في هذا الموضوع ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليها بصلاة الاستخارة فبها يوجهها الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.