2012-09-26 • فتوى رقم 59270
السلام عليكم
قرأت فتاوى بخصوص الغش في الجامعة وأثرها في العمل، وأنا كنت قد قمت ببعض الغش في الجامعة مثل:
1- نقل تقارير المختبرات من التقارير الماضية أو من الأصدقاء وهي تشكل من 10-15 % من علامة المختبر مع العلم أن 85-90 % المتبقية هي على امتحانات لم أغش بها
2- الغش في امتحانين بشكل قليل.
3- التزوير قليلا في مشروع التخرج لكي يظهر أنه يعمل جيداً أمام الدكاترة ولقدت تخرجت بتقدير جيد جدا من الجامعة وبعد الرجوع لكشف العلامات ومراجعته تبين أن الغش السابق ذكره في معظمه أو ربما كله كان لن يؤثر عن نجاحي في المادة أو المختبرات لولا مادة واحدة أو مشروع التخرج ربما كنت لم أتمكن من النجاح بدون الغش وربما كنت لا أتمكن، لا أدري لأن المشروع ينجح به جميع الطلبة حتى لو لم يعمل جيدا ولكن حتى لو لم أنجح لكنت أعدته في فصل آخر ونجحت، وكذلك المادة وعندي شك أيضا إن كان هذا الغش قد أثر على تقديري في الجامعة (الجيد جدا) أم لم يؤثر أنا غير متأكد والآن أنا في حيرة من أمري لا أدري ماذا أفعل خصوصا أني أعمل وعند تقدمي لعملي الحالي قدمت امتحان توظيف تبعته مقابلة شخصية وغششت قليلا أيضا في هذا الامتحان الذي إن نجحت به يؤهل للمقابلة وبعد ذلك يتم جمع نتيجة المقابلة والامتحان لتحديد من سيتم توظيفه، وبعد مراجعة الأمر يغلب على الظن أنني كنت سأوظف دون الغش الذي اقترفته في الامتحان وأحيانا يكون عندي شك هل أثّر هذا الغش أو لا خصوصا أنني سألت عن بعض المعلومات التي استطعت جمعها كنتيجتي في المقابلة وبعض المعلومات ولكن هناك معلومات بقية غامضة بالنسبة لي لم أستطع الحصول عليها ولذلك لا أعرف بشكل مؤكد 100% هل أثر هذا الغش في امتحان التوظيف على تعييني أو لم يؤثر، لا أستطيع الجزم بشكل قاطع، والآن أتساءل: هل ذهب كل تعبي خلال السنين الماضية هباءً بدون فائدة؟ وماذا أفعل؟
1- هل أترك العمل بهذه الشهادة كلها ولا أعمل بها أبدا أي أترك عملي الحالي ونسيان هذه الشهادة؟
2- هل أترك عملي الحالي ولا أذكر خبرتي الحالية عند تقدمي لعمل جديد وحتى لا أكتبها بسيرتي الذاتية وأتخلص من جميع المال المدخر من هذه الوظيفة؟ وأستخدم شهادتي ولكن بدون ذكر التقدير على اعتبار أن الغش أثر على تقديري وليس على النجاح أي استعمال الشهادة بدون التقدير؟ وإن كان هذا صعبا فالشهادة مكتوب عليها تقديري فهل يلزمني أن أشرح القصة لكل شخص أتقدم للعمل لديه أو عند التقدم لوظيفة حكومية! فلا يوجد شخص يمكن أن تقول له هذا فماذا أفعل؟ وهل أذهب للمقابلات وأقول لهم لي أربع سنوات متخرج من الجامعة ولا أعمل وتقديري الموجود على الشهادة غير دقيق فمن سيوظفني خصوصا بالظروف الموجودة حاليا في بلدي مما تعانيه من نقص في الوظائف؟ وهل لي أن أتقدم لوظيفة من شروطها الأساسية أن يكون المعدل جيدا جدا؟ وماذا أقول لهم في المقابلة؟
3- هل أستخدم الشهادة مع التقدير الموجود عليها وأستفيد من عملي على اعتبار الشك في تأثير الغش في أثناء الدراسة وعند تقدمي للعمل؟ وهل يجوز أن أكمل دراستي إذا رغبت بذلك لأنه ربما عند التقدم للماجستير أستخدم هذا التقدير والمال المتحصل من الوظيفة أو ربما أن الغش لم يؤثر على التقدير ولكن أثر على المجموع النهائي أي 3.1 من 4 تعتبر جيدا جدا وكذلك 3 من 4 جيد جدا على سبيل المثال؟ وهل يجوز تعمد التقدم للجامعات التي يكون معدل (الجيد جدا) شرطا أساسيا في القبول فيها؟
والآن أنا مصاب بالوساوس ورأسي يكاد ينفجر ولا أدري ما هي اسم المرحلة التي أمر بها هل هي حقيقة أم وهم؟ لا أدري وأنا لا أجرؤ على الإقدام على أي خطوة كتخوفي من أخذ دورات تساعدني في تطوير مهاراتي وترك عملي الحالي وذلك لخوفي من أن المال الذي سآخذ الدورة به هو حرام وبالتالي فإن حصولي على عمل مبني على هذه الدورة سيكون حراما
وكذلك أنوي دراسة الماجستير في الخارج ولكني متردد لأن الجامعة تطلب معدل جيد جدا كشرط أساسي وإن تكاليف الدراسة لأول فصل سأدفعها من مدخراتي من عملي الحالي.
وآسف جدا للإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغش محرم بكل أشكاله مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فتجب التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على الغش، ثم إذا ظن الشخص أن هذا الغش هو الذي أوصله إلى الشهادة التي حصل عليها، ولولاه لما حصل عليها، فلا يجوز له الاستفادة منها في التقدم لعمل يطلبها؛ ولا يحل له أجره، لأنها ليست من حقه، وإن كان يعلم أن الغش ليس هو الذي أوصله إلى هذه الشهادة، فله الاستفادة منها، والعمل بها، وعليك ألا تلتفت للوساوس، ولا تعمل إلا بغلبة الظن، وأرى أنه يكفيك أن تتوب وتستغفر وتكثر من فعل الصالحات وتتصدق من راتبك ما أمكن، وتستمر في هذا العمل إن غلب على ظنك أنك كنت تحصل عليه دون غش، وأرجو ألا تسأل مجددا عن الموضوع، لأن الأسئلة التي تنطلق من الوساوس لا تنتهي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.