2012-09-29 • فتوى رقم 59301
كنت أدرس في الغرب زنيت مع مسيحية وبعد أشهر قالت لي عبر الإيميل أنها حامل ببنت أنا أنكرت أنها حامل مني، وبعد مرور سنين وجدتها بالصدفة على (الفيس بوك)، نظرت إلى صور الفتاة التي كانت حاملا بها وإذا هي تشبهني. ما علي فعله؟
أنا تبت ولكن ضميري يكاد يقتلني، هل هي ابنتي؟ هل أنفق عليها؟ هل أكلم أمها؟ علما أنني لم أكلمها منذ 7 سنين. أنا الآن متزوج من مسلمة وتبت ولا أضيع صلاة. تبت إلى ربي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
وهذه البنت ليست ابنتك من الناحية الشرعية، وعليك أن تكرمها وتنفق عليها ما استطعت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.