2012-10-13 • فتوى رقم 59375
السلام عليكم حضرة الدكتور
أنا قصتي أني أحبا بنتا حبا كثيرا وهي أيضا تحبني كثيرا ونريد أن نتزوج لكن المشكلة أنها تثير الغيرة فيّ كثيرا وهذا صار يضايقني كثيرا وصارت بيني وبينها مشاكل كثيرة من مشاكل الغيرة التي يمكن أن لا تكون في محلها، مثلا أنها تضحك مع زملائي في العمل من الرجال وهي غير متدينة بالشكل المطلوب، قصدي أنها محترمة كثيرا لكن لا تعرف أي شيء عن الدين، أنا أحب أن أقترب منها وفي نفس الوقت خائف، استخرت وبعدها أنهيت العلاقة ولا أحب أن أعيد الكرة، أحب أن أختار اختيارا صحيحا.
الرجاء المساعدة وشكرا جزيلا حضرة الدكتور
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فصداقتك هذه معها محرمة في الأصل، فهي أجنبية عنك من كل الوجوه، وعليك أن تتوب من الماضي وتستغفر، وتندم وتعزم على عدم العود للذنوب، فالصداقة مع اختلاف الجنسين ممنوعة شرعاً مهما كانت تبريراتها لأضرارها المستقبلية الكبيرة، والحديث بين الجنسين أيضاً ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة؛ لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها إلا في حدود الضرورة وبكامل الأدب.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور:30-31].
وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: (لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا) رواه أحمد وابن حبان.
فكيف تتم الصداقة بين الجنسين مع وجوب غض البصر من كل منهما مع الآخر، وعدم الخلوة!؟؟
وأنصحك الآن بأن تبحث عن فتاة أخرى ذات دين وخلق، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.