2006-06-28 • فتوى رقم 5954
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ حفظكم الله
أنا شاب ملتزم منذ سنوات طويلة ولله الحمد، وأطلب العلم وأحرص على الدعوة، بل وأصلي إماما بالناس، لكن ابتليت منذ خمس سنوات تقريبا ببلاء عظيم جدا أسأل الله أن يعافي المسلمين منه، وهو الإدمان على الدخول على المواقع الجنسية والخليعة في الإنترنت، وكانت بدايتها رسالة خليعة على بريدي الإلكتروني، ثم أخذت في البحث وتتبع تلك المواقع الخبيثة حتى أصبحت أسيرا لها ومدمنا عليها، علما بأني متزوج ولدي أبناء، وكلما انتهيت من تصفح تلك المواقع يضيق صدري ضيقا شديدا، واستغفر الله وأتوب إليه وأحدث نفسي أني لن أعود أبدا، لكن ما ألبث بعد أيام أو أسابيع أو ربما شهر إلا وأعود إليها، وقد عاقبت نفسي بالنذر أن أصوم أياما متتالية إذا وقعت في هذا البلاء، لكن لم أستطع المقاومة والصمود، بل وتخلصت من جهاز الكمبيوتر نهائيا فترة طويلة ثم عدت إليه، وهكذا حالي مع هذا الذنب الذي أفسد علي حياتي وقيدني عن كثير من الخير وطلب العلم والدعوة لأني صرت أنظر لنفسي نظرة دونية وبأني لا أصلح لهذه الأمور الصالحة فلست أهلا لها.
فما هو الحل حفظكم الله يا شيخ، وكيف الطريق للتخلص من هذا البلاء، وهل أنا بهذا الحال أهل لإمامة الناس أم الواجب علي ترك إمامتهم حتى لا أكون غاشا لهم؟
نسأل الله أن يوفقكم لكل خير، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أنصحك به مجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) .
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأنصحك أولا بالتخلص من جهاز الكومبيوتر نهائيا، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقتك، وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.