2012-10-31 • فتوى رقم 59662
أنا أعمل منذ سنين كثيرة وأعطيت والدي الكثير من النقود ولكني لا أعلم أين تذهب تلك النقود فهو يعمل ودائما هو بحاجة للنقود فهو لا يقوم بإعالة أحد سوى أمي قررت أن أجمع النقود وأشتري منزلا ولكن والدي لا يتركني لوحدي كي أجمع النقود فهو دائما يطلبها لذلك قررت أن أشتري منزلا عن طريق البنوك ولكني أخاف من غضب ربي علي من الربا، ولكن تلك الطريقة الوحيدة التي يمكنني فيها أن أشتري المنزل وإن لم أفعل هكذا سيستمر والدي بأخذ النقود، فما حكم ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاعتذر لأبيك عما لا تطيق، ولا يجوز أخذ القرض ما دام بفائدة (مهما قلت)، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]،
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، وما ذكرت ليس من الضرورة، فابحث عن حل آخر، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.