2012-10-31 • فتوى رقم 59672
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد:
أنا فتاة ملتزمة والحمد لله أبلغ من العمر 19 سنة، أرغب في ارتداء النقاب لكن أهلي وجميع أفراد عائلتي يعارضونني وأمي أولهم وذلك لخوفها من عدم زواجي بعد ذلك، إضافة إلى ذلك أن الجامعة التي أدرس فيها تمنع وضع النقاب. فما العمل يا فضيلة الشيخ: هل أترك الجامعة وأعصي أمر أهلي وأضع النقاب أم أعصي ما أمرني به خالقي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الأجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط أن لا يكون على وجهها شيء من الزينة.
فإن كان النقاب _بحسب ما تقدم_ واجب عليك فعليك الالتزام به، وعليك أن تقنعي أهلك به بحكمة ولطف، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.