2012-11-03 • فتوى رقم 59735
أنا فتاة أبلغ 25 عاما، تعرفت على شاب بالجامعة وأحببته وظلت علاقتنا مستمرة لست سنوات ثم خطبني ولكنى قد حدث أن فقدت عذريتي قبل أن أتعرف على هذا الشاب، وأقسم بالله كان حادثا وليس عن طريق الحرام حيث وقعت على كادر دراجة كنت ألعب بها في المنزل، وعندما تعرفت على هذا الشاب قلت له الحقيقة، ولأنه أحبني استمر معي وخطبني ولكنه قبل أن يخطبني علمني الزنا وزنى بي وأقسمُ بالله أنه هو من علمني طريقه وكنت رافضة له، ثم تبت عن الزنا وكانت فترة الخطوبة ما أكثر مشاكلها، كان يعيرني ويسبنى بأهلي بأقذر الشتائم ويتحكم بي كأني من ممتلكاته الخاصة مع العلم أنه أحبني لدرجة الجنون ولكنه كان يضربني ويسبني وخانني أكثر من مئات المرات وتحملت كل هذا وأكثر لأني أحببته أكثر من أي شيء ممكن تخيله ولكن رفض أهله مساعدته في تكاليف الزواج وفسخت الخطبة ولكن لا أحد من أهلي يعرف بفقد عذريتي.
السؤال: هل أتركه وأستمع لكلام أمي التي تود أن تفرح بي قبل موتها وأتزوج من أي شخص يتقدم لي وأفضح نفسي وعائلتي أم أظل منتظرة خطيبي السابق الذي أحببته مع العلم أنه خطبني لسنتين ومازال أمامه سنتان ليتزوجني لأنه شاب متخرج حديثا ويبدأ طريقه وأتحدى أمي التي ترفضه هي وجميع أهلي وأهله أيضا كانوا يرفضون ارتباطنا أأتحدى الجميع وأنتظره وأظل معه بلا كرامة ولا وجود وأتحمل سبه لي ولأهلي أم ماذا؟
أأنتظره وأعيش في ذل أم أتزوج غيره وأفضح نفسي وأهلي مع العلم أنه من رابع المستحيلات أن أذكر لأي من أهلي موضوع فقد عذريتي لأن أمي وأخواتي لن يصدقونى وسوف يموتون من الصدمة. أرجو الإفادة ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الزنا من كبائر الذنوب، وعقوبته إذا رفع للقاضي ذكراً كان أو أنثى وثبت الزنا منه بالإقرار أو بشهادة أربعة شهود عدول أن يجلد مئة جلدة إذا كان أعزب، والقتل رجماً بالحجارة إذا كان متزوجاً من سابق، وإذا لم يرفع للقاضي وستره الله تعالى فيكفيه التوبة النصوح، بالندم والعزم على عدم العود والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح...
فما فعلتيه من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
فسارعي إلى التوبة النصوح وابتعدي عن كل رجل أجنبي عنك وأطيلي الندم والاستغفار، واستري نفسك فلا تخبري بذلك أحدا أبدا، واطمئني بعد ذلك إلى غفران الله تعالى فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم بعد أن تتوبي توبة نصوحا، ويمضي بعد ذلك مدة تطمئني فيها إلى حسن توبتك، من أن ترقعي غشاء البكارة عند طبيبة مختصة ثم تتزوجي من رجل آخر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.