2012-11-08 • فتوى رقم 59835
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أريد أن أشكركم على مساعدتكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
وأتمنى من الله أن يوفقم أما بعد: مشكلتي هي أني كنت على علاقة مع إحدى الفتيات منذ خمس سنين علما أن هذه الفتاة أصبحت متعلقة بي كثيرا وأنا أيضا وتريد مني الزواج وأنا أيضا أصبحت متعلقا بها. في أول علاقتنا لم أكن مقتنعا بالزواج منها لأنها لم تكن ترتدي الحجاب ولكنها تحافظ على الصلوات. وكنت ألاحظ في أن أهلها لم يكونوا يراقبونها كثيرا ولا يخافون عليها مع العلم أن هذه الفتاة طيبة القلب ولم أر منها يوما عيبا حتى أني أمرتها بارتداء الحجاب وجلبت لها أحاديث وفعلت. وكانت تطيعني في كل النصائح الدينية. وأنا أعرف حق المعرفة أن علاقتي بها محرمة شرعا وقررت أن أتوقف عن رؤيتها والخروج معها. وإنها حاليا معلقة بي الأمل للزواج خصوصا أن أهلها جلبوا لها خطيبا ورفضته. وأنا أصبحت في ضغط من طرفها وفي حيرة بالغة هل أتقدم لخطبتها أم أتراجع علما أني أعلم عن أهلها بعد الصفات التي لا تروقني كقلة مراقبة أبيها لها وطريقة لبس أختها ومؤخرا علمت أن خالتها كانت تزور إحدى الساحرات لأنها كبرت في السن ولم تتزوج وعملت سحرا والعياذ بالله للارتباط، وهذا ما زاد حيرتي. المشكل هو أني لم أعرف هذا حتى فوات الأوان وتعلقي بها علما أني لم أر منها عيبا وأنها طيبة القلب وتريد أن تتوب من هذه اللقاءات المحرمة وتعويضها بالزواج. المشكل عندي هو أني أصبحت حائرا، هل أتقدم لخطبتها وأغض الطرف على ما رأيت من خالتها وبنات عمها من عدم انضباط وعادات سيئة وعدم مراقبة الأهل وأقتنع بارتياحي بمواصفات البنت أم أتراجع عن الخطبة لأن هناك فرقا في عائلتي وعائلتها من الناحية الدينية. وهل إذا تركتها أكون قد ظلمتها بالحكم عليها من خلال وسطها، إني في حيرة لا يعلمها إلا الله وندمت كثيرا على الدخول في هذه العلاقة الغير المشروعة. ولكن الآن فات الأوان وأريد حلا دينيا وعقلانيا لموقفي الحالي.
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أولا أن تتوب توبة نصوحا من علاقتك السابقة معها، ثم إن كانت صاحبة خلق ودين، وظننك استقامتها والتزامها بأحكام الله تعالى، فلا يؤثر عليك وضع أهلها، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.