2012-11-08 • فتوى رقم 59850
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة لا زلت تلميذا ولي أخت كبرى هي التي تتكفل بمصروف البيت وتبين لي في الآونة الأخيرة أن أختي تعيشنا بمال حرام فلم أعلم هل أستمر في استغلال هذا المال لقضاء حاجاتي اليومية أم لا؟ علما أني ليس لي أي مصدر آخر للعيش؟ وهل أعتبر مذنبا لأكلي مالا أعلم أن مصدره حرام؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تذكّر أختك بالله تعالى وتنصحها على انفراد بحكمة وموعظة حسنة، وذلك في أوقات الراحة، مع تذكيرها الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتها وسكناتها، ولا يخفى عليه خافية، وأنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر،ومع أن هذا الدين يسر لكن الله تعالى شرع أحكاماً لابد من مراعاتها والتزامها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به) أخرجه الترمذي وأحمد، وعند الشك في حكم طريقة معينة في اكتساب المال يمكن السؤال عن حكمها، ثم إنّ التنزه عن مخالطة من ماله حرام أو فيه شبهة الحرام أولى تنزها، وكذلك الأكل من ماله، ولكن لو احتاج الإنسان إلى مخالطته والأكل من ماله، لقرابة أو جوار أو غير ذلك، فلا مانع من ذلك، لأن الحرمة تتعلق بذمته وليس بعين ماله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.