2012-11-09 • فتوى رقم 59872
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة مطلقة عمري 35 عاما، انفصلت عن زوجي السابق منذ 5 أعوام، وأم لطفلين بنت (11 عاما) وولد (9 أعوام)، ووالد أطفالي تزوج بعد انفصالنا بشهور قليلة وقد أنجب من زوجته طفلين آخرين. وهو منذ طلاقنا يرفض فكرة أن أحتفظ بحضانة أطفالي إذا قررت أنا الزواج، علما أني أسكن حاليا بشقة خاصة به خلاف شقة الزوجية السابقة كحاضنة للأبناء الذي يقوم حتى الآن بالإنفاق عليهم. وبالنسبة لأهلي فهم مسالمون ويؤثرون تجنب الصراع والمشاكل أو أي تصرف قد يستوجب منهم تحمل مسؤوليات خاصة بأبنائي أو صدام مع والدهم، ويرفضون نهائيا فكرة زواجي سرا بعيدا عن موافقة مطلقي. ونسي الجميع أني امرأة شابة لا تستطيع تحمل الحرمان والوحدة دون وجود رجل تسكن إليه ويلبي احتياجاتها الطبيعية كامرأة.
منذ سنوات أحببت زميلا سابقا في العمل وعمره 37 عاما متزوج وله طفلان في عمر أبنائي تقريبا، وهو كذلك بادلني نفس المشاعر، ويعلم الله أننا حاولنا كثيرا أن نفترق ويبتعد أحدنا عن الآخر حرصا منا على استقرار حياة كل منا كما هي حتى وإن كانت تنقصنا فيها السعادة التي وجدناها معاً، ولكننا لم نقو على ذلك، وفي كل مرة كنا نعود مرة أخرى. علما بأننا لا نرغب فى ارتكاب الحرام ونتمنى أن يصبح كل منا زوجا للآخر يجد معه السكن والسعادة التي يفتقدها فى حياته، ولكن ظروف حياتنا نحن الاثنين تمنعنا من الزواج الطبيعي العلني، لأن علنية هذا الزواج قد تدمر أسرته وتحرمني أطفالي.
لذى أرجو من سيادتكم أن تقدموا لي فتوى إذا كانت هناك أي سبيل شرعية لإتمام زواجنا سرا نظرا لظروفنا التي أوضحتها والتي تمنعنا من إعلان زواجنا حتى داخل عائلاتنا، وإذا ما كان هناك من سبيل شرعي لذلك، فما هي الشروط والإجراءات التي يجب أن نتبعها لإتمام ذلك؟
وأؤكد لكم أن اضطرارنا إلى ذلك لا يرجع إلى نزوة عابرة، وإنما رغبة صادقة منا في أن يجمعنا الله في الحلال مع مراعاة استقرار أسرنا.
أعتذر عن الإطالة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا تفسد السرية العقد عند أكثر الفقهاء ما دام تم بشاهدين، وتوفرت بقية أركان عقد الزواج.
وأرى أن السرية لا تفيد والغالب أن ينتشر الخبر، وعليكم بصلاة الاستخارة فبها يوجهكم الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.