2012-11-11 • فتوى رقم 59931
السلام عليكم
بعد إجابتك يا شيخ في الفتوى رقم 59383 والتي كانت حول قراءة القرآن جماعة والدعاء جماعة بعد الصلاة، وأجبت بأن هذا لا مانع منه، لكن أنا أتساءل: مادام هذا لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلماذا نفعله وهو خير المهتدين؟ ولو كان في هذا العمل خير لفعله والله تعالى يقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ.
وفي آية أخرى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً.
وقال: فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ.
وقد صدق صلى الله عليه وسلم عندما نهى عن هذه المُحدثات لأنها تزرع الفرقة والعداوة بين المسلمين وهذا ما يحدث الآن.
لذلك عذرا يا شيخ فأنا لا أتفق معك لأن هذا العمل يعتبر من الهوى فكيف بإنسان عادي أن يزيد ما يشاء في هذا الدين وينقص ما يشاء والرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن ينطق عن الهوى كما قال عنه عز وجل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس في هذا الأمر زيادة في الدين، ولا إكمال له، فقراءة القرآن مشروعة في الأصل ومأمور بها في هذا الدين، ولم يرد في الشرع تخصيص بأن القراءة يجب أن تكون بانفراد، لذلك فالقراءة الجماعية تندرج ضمن الأمر المطلق بقراءة القرآن، وتدخل تحته، اللهم إلا إذا اعتقدنا أن القراءة الجماعية مسنونة بخصوصها (بكونها جماعة) فعندئذ نكون مبتدعين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.