2012-11-15 • فتوى رقم 60009
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود شيخنا أن أسأل عن التحايل على الوسواس فأنا مصابة بوسواس قهري شديد في أمور الطهارة ودائما أعاني كلما قضيت حاجتي من أني أتخيل تطاير البول أو تطاير الماء عند الاستنجاء فآتي لأغسل ما أظنه تنجس فيتطاير الماء لمكان آخر أو ألمس شيئا حولي بالمكان الذي أحسبه نجس من جسمي وأستحم لساعات وأبقى أغسل كل شيء في الحمام وحتى بعد هذا أحس بأن مكان نجسته ولم أغسله فأبقى خائفة من الاقتراب منه حتى لا ينجسني، المهم أنني عرفت أن النبي كان يبلل ثيابه بعد الاستنجاء ليمنع الوسوسة فاعتقدت أن بإمكاني التحايل على وسواسي بأن لا أنظر أبدا إلى المكان الذي أغسل منه النجاسة أو الشيء الذي أتوقع أنه نجس وبذلك حتى لو أحسست أنني لمست شيئا نجسا أو تطايرت علي نجاسة أقول أني لم أر شيئا بعيني وبالتالي لست متيقنة فأتجاهل الأمر خاصة أنني أتخيل أحيانا أني أرى نقطة ماء متطايرة أو أني شاهدت نفسي ألمس الشيء وفيما بعد أكتشف أنه وهم فأنا أوسوس حتى بصريا، فهل يجوز لي أن أتحايل على الوسوسة هكذا أم لا؟
جزاكم الله خيرا وآسفة على الإطالة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فنقطة البول معفو عنها، ورزاز البول معفو عنه كذلك، ولا داعي للوسوسة، وعلاج الوسوسة هو صرف التفكير فيها، وقطع العمل بمقتضاها، والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وعلى المبتلى بذلك أن يكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وأوصيه بالدعاء في الثلث الأخير من الليل بأن يصرف الله عنه الوسوسة فهو وقت إجابة، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.