2012-11-26 • فتوى رقم 60189
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ: أريد أن أسأل عن موضوع هو حساس بالنسبة لي
بصراحة أنا واقع بين نارين لا بل بين جحيمين.
أنا متزوج منذ خمسة شهور وإلى الآن لم يرد الله أن تحمل زوجتي مع العلم أنني وزوجتي ذهبنا إلى الأطباء وعملنا الفحوصات للتأكد من أنه لا يوجد مانع طبي.
وتبين وجود مشكلة عندي, والطبيبة المعالجة بعد أن اطلعت على العينة المقدمة مني وبعد أن قامت بفص زوجتي تبين أن هناك مشكلة عندي, وبمشيئة الله ستتلاشى المشكلة.
ولقد قمت بهذا الفحص قبل شهرين ونصف تقريبا وأنا إلى الآن أقوم بأخذ الأدوية بانتظام.
المشكلة الآن هي أنني لم أقم بإخبار والدتي حتى يوم أمس, وقد جن جنونها وقالت لي إنني لا أقول الحقيقة وأن المشكلة ليست مني وإنما من زوجتي وأن هناك أناسا أخبروها أن زوجتي قد لا تحمل, وقد أخبروها بذلك بعد حفل زفافي بأسبوع, وسألتها من الذي قام بإخبارها, لكنها امتنعت عن اخباري, وأضافت أن زوجتي كانت تدوخ أي تفقد توازنها وأن أهلها كانوا يأخذونها للطبيب بين وقت وآخر.
لكني متزوج إلى الآن منذ خمسة شهور ولم يحدث أي شيء من ذلك. وقد طلبت مني والدتي أن أحضر لها ورقة الفحص وأضافت أنه إذا تبين أن هناك فرقا في الفحص فإنها سوف تعمل قصة، وأضافت أنها لن تكلمني مادامت زوجتي على عصمتي.
وهذا الفحص ليس من طبيب خاص بل هو من مستشفى مختص بأمور الإنجاب.
وأمي تعتقد أنه يمكن أن تكون زوجتي قد تلاعبت بنتيجة الفحص, وأنا لا أعتقد هذا أبدا وإن كان هناك فرق بنتيجة الفحص فإنه بمشيئة الله أولا وبمفعول الدواء ثانيا.
بصراحة أنا خائف من أن تضعني أمي بين خيارين وهما هي أو زوجتي.
مع العلم أن زوجتي ذات خلق ودين وأيضا هي دائما تحثني على بر أمي وودها على الرغم من المشاكل التي حدثت بينها وبين أمي, وهي صابرة وواقفة إلى جانبي على الرغم من ضيق الحال في الأمور المادية, وأهلها من الناس الرائعين في أخلاقهم وسمعتهم , وبصراحة أنا محظوظ أن نصيبي معها.
أرجو أن أجد المساعدة في هذا الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أنكما أخذتما بالأسباب وراجعتما الطب، فقد كفاكما ذلك، وأوكلا الأمر إلى الله تعالى، فلا يكون شيء في الكون إلا بإرادته سبحانه وتعالى، وإن كان منك أو منها، فهو بالنتيجة أمر الله تعالى وقضاؤه، وليس بيدك ولا بيدها، فعلام المشاكل! وفيم التخاصم؟! فأرجو أن تفهم أمك ذلك، وأن لا تكبر الموضوع، وعليك أن تطلب منها الكف عن التدخل في حكم الله وأمره، وفي النتيجة عليك أن تحرص على زوجتك وعلى البر بأمك قدر إمكانك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.