2012-11-29 • فتوى رقم 60218
شيخنا الجليل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكّر حضرتك بأنني قد أرسلت لحضرتك مشكلتنا مع أختنا الكبرى والتي اعتادت مصاحبة الرجال وأنها كثيرا ما تتحدث معهم وتخرج معهم بحجة الحب وأنهم سوف يتزوجون منها، وكلما تنتهي من واحد تذهب لآخر وكذلك تقوم بتقديم مبالغ مالية لهم بحجة التقرب منهم، وبصراحة الموضوع زاد عن حده، حاولنا بكل الطرق إصلاحها ولكن دون فائدة، تقوم بالصراخ وضربنا وصوتنا يكون عاليا لحد أن الجيران تسمع مشاكلنا، وأخيرا اكتشفنا من خلال أطراف خارجية نراقبها من خلالهم تناولها أقراص منع الحمل، عندما اكتشفنا ذلك واجهناها واعترفت لنا أنها مارست الفحشاء أكثر من مرة مع خطيب أختها السابق عدة مرات منذ فترة، وأخيرا مع شخص كان قد جلس مع أقاربنا ليتعرف على عروسة بعدها أخذ رقم هاتف أختي وكلمها وذهبت لبيته أكثر من مرة ومارست معه الفحشاء وطلب منها مالا وفي الآخر شتمها وقال لها احذري أن أراكي مرة ثانية أو تأتي إلى هنا، عندما عرفنا ذلك كاد يحدث لنا شيء من هول المفاجأة، ذهبنا لأكثر من طبيب للتأكد من عذريتها فأكد لنا الأطباء بأنها ليست ببكر وأنها مارست الجنس كثيرا، والدتي توسلت إليهم لعمل عملية ترقيع لستر الفضيحة وحتى لا تتمادى في فعل ذلك، وذهبنا لطبيب أمراض نفسية وعصبية وشرحنا له الموقف وقلنا له: هل هو تصرف شخص مريض أم ماذا؟ فطلب منا الجلوس معها وبعد طلبنا ليقول لنا أنها ليست بمريضة وأنها منحرفة أخلاقيا فنصحها بضرورة الرجوع إلى الله حتى تستقيم حياتها وبعدها كانت في منتهى الهدوء واللين والضعف من الحرج وقمنا بعمل العملية لها من فلوسنا التي كلفت كثيرا، وبعدها وعندما بدأت تتعافى أصبحت ترجع ثانيا لأسلوبها من جديد حتى أنها فى يوم قالت لوالدتي بأن مشرفها في المصنع يريد أن يزور والدتي ويزورها لأنه ترك المصنع ويريد أن يتعرف على والدتي، وبالفعل استقبلناه، وبعدها فاجأتنا بأن الشخص الذي زارنا في المنزل ضابط حراسات وأنه يحبها وأنه على خلافات مع زوجته، طبعا نحن قلنا لها هذه تصرفات شخص غير محترم لأنه كذب علينا في أول مقابلة وليس هناك داع لتلك الكذبة وقد حذرناه منه بعدها عرفنا أنها أعطته مبلغ 4000 جم، وتقوم بمقابلته وتعطيه هدايا وخلال ذلك لا تقول لنا أنها تقابله أو تكلمه، في يوم كانت والدتي مريضة جدا فطلبت منها ألا تتأخر في الشغل لأنه ينبغي أن يكون معها فرفضت وتركت الهدية خارج المنزل لتتمكن في يوم ثان مقابلته وبالفعل ثاني يوم الصبح فظلت تصرخ تقول أنا قرفت منك وأريد أن أترككم وأمشي، ذهبت للعمل وتركت العمل وراحت تقابله وجاءت في نفس ميعاد خروجها من العمل وعندما واجهناه وأننا سوف نقوم بالذهاب لأقاربه لمعرفة الحقيقة ظلت تصرخ، أنا أخذت رقمه وكلمته وقلت له أنا، ماذا تريد منها؟ وهل تنوي التقدم لها؟ قال لي: هي مجرد أختي لا أكثر من ذلك، وأنا خارج البلد عند ما أرجع سوف أزوركم وطلبت منه ألا يكلمها ثانية، بعدها قالت لنا أنتم ارتحتم بذلك! وبقيت تضربنا بالحذاء والأقلام وتشد شعرنا وأمي لم تعرف ماذا تعمل، وبعد ذلك أخذت ثيابها وتركت البيت من غير أن نشعر، بعدها بساعتين رجعت وبقيت تصرخ وتقول أنا لن أغادر، أنا في بيت أبي، الموقف الآن أنها شكت في جميع أصحابها ونحن لا نجد أحدا يستطيع فك لغز تلك المشكلة، نحن لا يوجد لدينا أقارب نشكو إليهم، فماذا نفعل؟ أثناء المشكلة تقول لنا أنا أود قتلك بالسكين، أنا أكرهكم، كل هذا لأني محتفظة بدفتر التوفير والبطاقة حتى لا تصرفهم على أحد لأنها سفيهة، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هذه الفتاة من أكبر المعاصي وهو الزنا، وعليها الآن المبادرة إلى التوبة فوراً، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151] لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، وينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها بالبعد عن أسباب المعصية، وكثرة التضرع إلى الله تعالى وطلب العفو منه، مع ستر نفسها وعدم الإفصاح بما مضى لأحد أبدا.
فسارعي في نصحها وتذكيرها بالله تعالى عسى الله تعالى أن يجعلك سببا في هدايتها قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم)) أخرجه البخاري ومسلم. والنَّعَم: الإِبل، وحمرها: كرامها، وأعلاها منزلة، وقد ضرب بها المثل لأنها أعزّ أموال العرب.
ولك الاستعانة بأهل الدين والخلق والمكانة بين الناس من النساء لينصحنها، وليربطنها بصحبة صالحة، وبدروس دينية عسى الله تعالى أن يتفضل بهدايتها، وأسأله تعالى أن يعجل بذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.