2012-12-06 • فتوى رقم 60312
السلام عليكم
كنت أعمل في شركة مقاولة وبعد أن قمت بعدة مشاريع أثقلتني الديون من العمال الذي كنت أستخدمهم ومن الممونين أصحاب البضائع، وها أنا اليوم مهدد بدخول السجن لأنني أعطيتهم صكوكا على بياض وهم الآن يهددونني وأنا قد أفلست. وبقي لي حل واحد ووحيد وهو أن ألجأ إلى مشروع تربية أبقار مدعوم من بنك ربوي، وما جعلني أسلك هذا الطريق هو أن أسدد ديوني ولن أعود إلى الربا أبدا.
هل تراني آثما؟ وهل يجوز أن أكمل هذا المشروع أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فلتتق الله تعالى، ولتبحث بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.