2012-12-08 • فتوى رقم 60373
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
أنا عماد من سكان قطاع غزة ـ فلسطين، أعمل موظفا في وزارة التربية والتعليم، تعينت في العام 2006 وبقيت ما يقارب العامين لا أتقاضى راتبا إلا مرة واحدة أعطونا سلفة، ومنذ ذلك الحين ووضعي الوظيفي غير مستقر وذلك كله بسبب المناكفات السياسية التي نعاني منها في قطاع غزة، وبعد ما حصل الانقسام بين غزة والضفة أقرت الحكومة لنا راتبا شهريا على بند سلفة وليس الراتب الرسمي للوظيفة وبعد عام من ذلك قامت الحكومة بخصم ربع الراتب الذي كنا نتقاضاه والذي بالكاد يفي باحتياجات المنزل.
وقبل أربع سنوات توفي والد زوجتي وقامت الحكومة بصرف معاش شهري له وكان لزوجتي نصيب من هذا المعاش، فبناء على ذلك قررت أنا وزوجتي ترميم المنزل وتركيب مطبخ وشراء بعض الأثاث بالتقسيط، وبالفعل قمنا بذلك وكنا شهريا ندفع نصيب زوجتي من معاش والدها للأقساط وراتبي للمعيشة رغم أنا بالكاد يفي بالغرض وبعد أشهر قليلة قامت الحكومة بقطع معاش والد زوجتي وأصبحت لا أستطيع سداد بقية الأقساط والديون المتراكمة علي وقمت بتصبير أصحاب الديون ما يزيد على الثلاث سنوات ونصف على أمل أن يتحسن وضعي الوظيفي وأحصل على مستحقاتي وأقوم بسداد ما علي من ديون والآن جاءني أصحاب الديون يطالبون بنقودهم وأنا لا أستطيع الإيفاء وسداد ولو الجزء البسيط من هذه الديون وأصبحوا يهددوني بإيصال المشكلة للشرطة والمحكمة والتي سيترتب عليها سجن بكل تأكيد.
لذا قررت أن أسحب قرض من البنك لكي أتمكن من سداد كل الديون التي علي وأيضا أقوم بعمل مشروع صغير يعينني على المعيشة، على أن أقوم وفور تحسين وضعي الوظيفي وحصولي على مستحقاتي بسداد القرض كاملاً للبنك.
السؤال هنا: هل يجوز لي سحب القرض من البنك في هذه الحالة؟
وبارك الله فيكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فلتتق الله تعالى، ولتبحث بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.