2012-12-14 • فتوى رقم 60484
فضيلة الشيوخ الأفاضل بلجنة الفتوى في شبكة الفتاوى الشرعية - وزارة الأوقاف الكويتية- حفظكم الله وسدد خطاكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لي أخ مسلم طلب مني مراسلة الشيوخ الثقات في دول الخليج. يعيش في بلجيكا مع زوجته وأبنائه منذ 16 سنة ويحمل جنسية هذا البلد. ويعيش في منزل بالإيجار ويكلفه ذلك مبالغ كبيرة جدا تقتطع من راتبه شهريا. وقد تقدم لشركة سيارات لشراء سيارة بالتقسيط بمبلغ حوالي 20000 الف يورو، وقد أضافت الشركة عمولة تقسيط ما تقارب الـ 4000 يورو لمدة تقسيط تقارب الـ 60 شهرا. علما بأن الشركة تمتلك هذه السيارة وهي موجودة بمركز العرض الخاص بالشركة. لقد تردد في الشراء لأن نظام الشركة يقوم بعمل اتفاقية التقسيط مع الزبون ومن ثم يقوم بتحويلها لأحد البنوك لاقتطاع مبلغ القسط الشهري.
سؤالي يا فضيلة الشيخ بارك الله في عمركم. هل يجوز الشراء بهذه الطريقة بسبب أن الشركة تمتلك السيارة، لأن المبدأ في القاعدة الشرعية هو (تحريم بيع ما لا تملك).. وحيث أن هذه الشركة (تملك السيارة)، هل يجوز الشراء منهم؟ مع العلم بأن هناك طرق تقسيط أخرى يتم التعامل بها من البنوك في بلجيكا وهي أن الزبون يذهب لأي مكان ويحضر (عرض سعر) بثمن السيارة التي يريدها للبنك، ومن ثم يقومون بشرائها له بعد إضافة عمولة التقسيط عليها، وهذه الطريقة محرمة لأنهم (يبيعون ما لا يملكون)...
جزاكم الله خير الجزاء وكتبه في موازين حسناتكم يوم القيامة على ما تبذلونه من جهود وسعة صدر في سبيل توجيه المسلمين في الأمور الشرعية والابتعاد عن المحرمات.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كانت الشركة هي التي تشتري السيارة وتدفع ثمنها للبائع، ثم تبيعها له بالتقسيط بثمن أعلى، ولا تشترط عليه أي زيادة بعد ذلك إذا تأخر في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك، وهذه الطريقة مباحة شرعاً.
أما إذا كان المشتري هو صديقك، والشركة أو البنك يقرضه الثمن قرضاً بفائدة ليسدده على أقساط، أو يشترط عليه زيادة في الفائدة إذا تأخر في السداد فلا يجوز شرعاً الشراء بهذه الطريقة.
وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.