2012-12-19 • فتوى رقم 60561
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب توفي أبي وعمري 16 سنة وتوفيت أمي وعمري 20 سنة الله يرحمهما ويحسن مثواهما، وكنت في فترة معيشتهم أحيانا أعقهم ولا أسمع كلامهم وأسأت لأمي في بعض الأحيان، وبعد أن توفيت أندم كثيرا كلما تذكرت هذه المواقف التي كنت أعصيها فيها وأبكي كثيرا ولا أدري ماذا أفعل وأدعو كثيرا أن يسامحني ربي. السؤال هو: ما حل هذا التأنيب الذي أنا فيه؟ وكيف يسامحني ربي؟ وكيف أبرهما بعد مماتهما؟
وهل هذا الذنب سيرد إلي في أولادي فيما بعد في الدنيا قبل الآخرة أم ماذا؟
لكن يعلم الله أنني لا أخاف من عقوق أولادي في المستقبل قدر مخافتي من ذنب والدي ووالدتي
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تكثر من الدعاء لها، ولك فعل ما شئت من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لأمك، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجرك شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.