2012-12-24 • فتوى رقم 60648
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي العزيز: أرجو تقبل فائق احترامي وتقديري لموقعكم المتميز وإن شاء الله يجعله في ميزان حسناتكم إنه مجيب الدعاء
سيدي الفاضل: أنا أستاذ جامعي، بدأ سوء الطالع عندي منذ 9 سنوات وبالتحديد عند زواجي الأول من فتاة متهورة وغير ملتزمة دينيا، وقد أجبرت على الزواج منها من قبل والدي رحمه الله وتمسكت بي عندما أخبرتها أني لا أريد الزواج بها، ويشهد الله أني لم أظلمها، ولم يدم زواجي بها سوى سبعة أيام وبعدها بدأت رحلة معاناتي فخلال هذه السبعة أيام عملت البدع من خلال السحر لكي تنزعني من أهلي وتسكنني مع أهلها تارة بأن بيت أهلي يخنقها ولا تستطيع التنفس، وتارة هربت من بيتنا ولم نعلم نحن وحتى أهلها أين ذهبت، وبعدها قال أهلها إنهم وجدوها عند أقارب لهم، وخلال فترة السبعة أيام التي بقيت عندي قدر الباري عز وجل أن تحمل فعملت كل الطرق لأن أهديها إلى الطريق السليم هي وأهلها من خلال تدخل وجهاء المنطقة لأعرف ما هو السبب في هذه التصرفات علما أن أهلها بالبداية معارضون لتصرفاتها ولكن لا يستطيعون منعها من هذه التصرفات فأصبحوا معها مؤيدين في نهاية الأمر، وبعدها بدأت رحلة المحاكم الشرعية فقد أقامت علي إحدى عشر قضية من ضمنها نفقة وأقمتُ عليها دعوى بيت الطاعة الزوجية فرفعت هي قضية طلاق ومؤخر واتهمتني أني سارق حليها وملابسها وادعت علي أني حاولت إجهاضها وقتلها ولم تكتف عند هذا الحد فذهبت إلى الجامعة حيث أعمل وقامت بتشويه سمعتي عند عميد الكلية وزملائي في الجامعة واستمرت القضية سنتين في المحاكم، وخلال هذه الفترة ولدت بنتا وطالبتني بنفقتها وأجور الأدوية وأجور المستشفى الذي ولدت به من خلال المحكمة ودفعت لها كل ما تريد وامتنعت هي وأهلها من أن يُروني ابتني رغم كل المحاولات التي قمت بها، وبعدها تم تطليقها بالمحكمة بعد أن دفعت لها مبلغا من المال لكي تتنازل عن الأرقام الخيالية التي ادعت بها علي إلا أني أخطئت خطأ إلى حد هذه اللحظة أندم عليه من خلال المحكمة حكم لها القاضي بالمقدم والمؤخر فادعيت أني سلمتها المؤخر وحلفت زورا بالقرآن ويشهد الله أني فعلت ذلك انتقاما منها، وبنفس اليوم بكيت ورُعبت خوفا من الله تعالى فذهبت إلى شيخ معروف وقال لي: إما أن تصوم ثلاثة أيام أو تدفع الكفارة فصمت ودفعت الكفارة خمسة أضعاف، وبعد ذلك تزوجت وسافرت لأكمل دراسة الدكتوراه في دولة أجنبية وخلال مدة دراستي أصبت بعدة أمراض ولحد الآن أجريت عملية جراحية وأمراض مختلفة أصبت بها، وكذلك توفي والدي وبعدها خطف أخي وتوفيت أختي محروقة وزوجتي الجديدة أنجبت مولودا واحدا وبعدها أصابتها عدة أمرض منعتها من الولادة لحد هذه اللحظة علما أنه خلال سفري وقبله أرسلت والدي لأهل طليقتي لكي أرى ابنتي وأعطي لها نفقتها إلا طليقتي رفضت وعندما رجعت من السفر أرسلت لهم وجهاء لكي ارى ابنتي وأدفع لها نفقتها إلا أنها رفضت ولحد هذه اللحظة أرسلت لها وجهاء إلا أنها ترفض علما أني في بلد ليس للمحاكم سلطة فعلية لكي يجبروها على أن تريني ابنتي وأرعاها، وهي وأهلها أناس لا يعرفون الصدق والعرف وحتى قبيلتهم متبرئة منهم وكذلك أقاربهم وجيرانهم في المنطقة
سيدي العزيز:
هل المصائب والأمراض التي أصبت بها التي صارت لي عقوبة من الباري عز وجل على قسم اليمين الكاذب لي أم هو ابتلاء لي؟
وهل سيحاسبني الله على ابنتي لعدم نفقتي عليها؟ فأنا أريد أن ألقى الله عز وجل وأنا خال من الذنوب؟
انصحوني وأرشدوني ماذا أعمل جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحلف كذبا على أمر ماض هو اليمين الغموس، وبعد الحلف لا بد من التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، ويحرم عليك أن تحلف وأن تجعل اليمين الكاذب مخلصك مما أنت فيه، لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:224] وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
فعليك التوبة النصوح والندم والإكثار من فعل الصالحات، ثم إن كنت لم تدع لها المؤخر فادفعه لها، واجتهد في النفقة على ابنتك، وحسن رعايتها ما أمكن، واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له إن شاء الله، قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]. وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.