2012-12-24 • فتوى رقم 60665
السلام عليكم
توفيت زوجتي وأعاد أبي الزواج من امرأة أخرى غير أنها تسببت في الكثير من 1المشاكل بيني وبين والدي حتى استطاعت أن تبعدني عنه وأنا الآن أسكن وحدي. ورغم ذلك ما زالت تختلق المشاكل وتبحث عن أسباب لاختلاق المشاكل بيني وبين والدي رغم أنني حاولت جاهدا كسب رضاه. وقد أصبح والدي غليظ الطبع قاسيا غير حنون لدرجة أن أبنائي لا يزورونه إلا بشق الانفس وخوفا مني ويذهبون إليه عنوة لأنه بطبعه غير حنون بشهادة أخواتي. وفي كثير من الأحيان يوبخني لعدم زيارتهم وقد نهاني أن أتركهم عند جدتهم لأمهم وهو يريد بذلك أن يجعل من زوجته والتي هي زوجة أبي شبها لجدة أولادي. زد على ذلك أن أولادي حينما يزورونه لا يكون لطيفا معهم وأنتم تعرفون بأن الطفل لا يريد الجفاء بل العطف والحنان. أنا الآن حائر كيف أتصرف مع والدي الذي هو بطبعه جاف قاس؟ وكيف أرغم أولادي على زيارتهم له وحينها لا يأبه بهم ولا يبالي وفي كثير من الأحيان عندما لا يكون موجودا تطردهم زوجة أبي؟ وفي أحد أيام الشتاء الماطرة دخلوا علينا مبلولي الثياب وهم في سن الثامنة والسابعة! يا شيخي الجليل أسالك بحق الله أن تدعو لي ولوالدي بأن يحببه فيّ، هذه المعاملة جعلتني أجزم بأنني مسحور أو أنه مسحور لأنني عندما أهم بالذهاب إلى زيارته ينتابني انقباض وتوتر وخوف لا مفر منه إلا بقراءة آيات وأدعية، وعندما أكون في بيته وكأنني في سجن تجدني أريد الخروج فقط.
بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بأن تجتهد في بر أبيك والإحسان إليه جهد الاستطاعة، ولا مانع من أن يقلل أبناؤك من زيارته تجنبا للمشاكل، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
وأسأل الله تعالى أن يحسن أحوالكم إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.