2012-12-29 • فتوى رقم 60716
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل عمري 39 عاما متزوج من امرأتين الأولى تزوجتها عام 2005 وكان عمرها حوالي 19 عاما وأنا 32 عاما، وقتها كانت ظروفي المادية متواضعة للغاية وكنت أحبها جدا، وبسبب ظروف عملي انتقلت إلى مدينة أخرى، وفي هذه الفترة ذقت الأمرين منها بسبب الظروف المالية وبسبب أهلها الذين كانوا دائمو المعايرة لها لأنها اختارت رجلا فقيرا مثلي، وبعد زواجي بعام بدأت ظروف عملي تتغير وبدأت أعمل أكثر من 15 ساعة لأني تقلدت مركز المدير المالي والإداري وتحسنت ظروفي إلى أقصى حد ولكن زوجتي لم تتوقف عن المشاكل بسبب العمل وبسبب أهلها، وفي هذه الأثناء وتحديدا عام 2006 رزقنا الله بطفلة وتحسنت أموري المالية جدا ولكنها لم تتغير ولم تكن نظيفة لا في بيتها ولا في نفسها، وإذا بي عام 2007 أتعرف على امرأة أخرى وتزوجتها عام 2008 وأصبحت لدى الشركة الخاصة بي وكان عمر الثانية 25 عاما ولكني فضلت الأولى على الثانية في الأيام وفي المعاملة حتى لا تشعر بأي فارق ورزقت بولد من الزوجة الأولى، وفي هذه الفترة توطدت العلاقة ببعض الموظفين الذين يخدمون تحت إدارتي وأسرهم أيضا فتحينت هذه الفرصة وتركت زوجتي الأولى تتزاور معهم حتى تحسن من نفسها وتخرج من الجو الذي هي فيه وإذا برجل من هؤلاء كان متزوجا ولديه طفلة كان يعمل عندي في شركتي وهو أقل مني في كل شيء استطاع الإيقاع بزوجتي الأولى لأنها أشعرت الآخرين أنني فعلت بها جرما كبيرا بالزواج عليها، وبدأت علاقتهم في التطور عن طريق الهاتف حتى نشأت بينهم علاقة حب آثمة واتفقوا أن يلتقوا في الاستراحة الخاصة بي عن طريق زوجتي ووضعت المفتاح في جيب ابني علي، وحدث أول لقاء بينهم يوم 23/09/2009 ولكن لم يحدث الزنا كاملا، وتحديدا في يوم 11/10/2009 اكتشفت مكالمة تليفونية مع هذا تدل عن الود بينهما دون الخروج عن المألوف وقمت بتعنيفها وضربها ولكنها حلفت أنها مجرد مكالمة عادية بين زوج صاحبتها وعاقبتها على هذا الأمر بكل أنواع العقاب وسافرت إلى الخارج بسبب ظروف عملي، وفي هذه الفترة كانت حاملا بالطفلة الثالثة وطلبت منه أن تقابله ف نفس الاستراحة وحدث الزنا وكان أولادي معها نائمين في الغرفة الثانية، وتكررت هذه المقابلات عدة مرات وفي إحدى هذه المرات قام هذا الرجل بتصوير علاقة الزنا بينهم بالفيديو لأنه أحس أن زوجتي بدأ يصحوا ضميرها وقام بتسجيل بعض مكالمات الحب بينهم وبعض محادثات الشات بالكاميرا وماذا كانت تفعل معه على كاميرا بتعرية جسدها. وفي شهر 10 سنة 2010 انقطعت زوجتي عنه وقام بتهديدها بالفيديو ليحصل على ما يريد منها ولكن يحدث ذلك وبعدت زوجتي عنه تماما ورزقت بالطفلة الرابعة 2012 بالإضافة إلى ولد وبنت من زوجتي الثانية، وفي هذه الأيام اكتشفت زوجتي الثانية عن طريق الصدفة هذه العلاقة التي انتهت منذ سنتين وواجهت زوجتي الأولى بها وقاموا بالاتفاق سويا لأخذ هذه التسجيلات والفيديو وإنهاء هذا الأمر تماما ولكن لم تستطع زوجتي الأولى الصبر وقامت بالاعتراف لي مما أفقدني كل شيء: كرامتي وشرفي وعرضي، أصبحت مثل المجنون لا أعلم ماذا أفعل وقمت بمواجهتهم سويا وعرفت جميع التفاصيل منهم التي ذكرتها لكم، وقال لي هذا الرجل إنه نادم وإنه أراح ضميره بالاعتراف لي وأنه تحت قدمي وأنه لا يبالي بما سوف أفعله فيه، المهم أنه اعترف لي وأما زوجتي فقد قالت إن هذا الرجل أغواها بسبب بعدها عن الله وبعدي عنها لفترات وأن هذه العلاقة كانت في أولها بإرادتها لكن سرعان ما أفاقت إلى نفسها وأنه لم تحيه ولم ولم ولم ولكن الفيديو يثبت عكس ذلك، وقالت إني تبت ورجعت وتطلب مني السماح والرحمة وعدم تضييعها وتضييع الأولاد ولكني في ألم لم أذق النوم ولا الراحة مع العلم أنني بكامل صحتي والحمد لله أصلي جميع فروضي، ماذا أفعل مع هذا الرجل؟ وماذا أفعل مع زوجتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلولا تقصيرك وإهمالك وغفلتك وتهاونك لما كان ما كان، وما فعلته هذه الزوجة من أكبر المعاصي، وعليها الآن المبادرة إلى التوبة فوراً، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151]. لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، وينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها بالبعد عن أسباب المعصية، وكثرة التضرع إلى الله تعالى وطلب العفو منه.
ولابد من حذف هذه المقاطع والتخلص منها تماما، ثم إن تأكدت من صدق توبتها فلا مانع من إبقائها على عصمتك وسترها ونسيان ما كان منها مع إبعادها عن كل رجل أجنبي عنها، وعن كل وسيلة تتصل من خلالها بالرجال الأجانب، وإلا ففارقها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.