2012-12-30 • فتوى رقم 60727
السلام عليكم
أنا آنسة عمري 34 عام وأعيش مع والدتي المسنة 76 عاما، والدي متوفى وأخواتي متزوجون ونعيش أنا ووالدتي وحدنا في شقة صغيرة جدا وبالدور الرابع من غير مصعد يساعد والدتي في النزل والصعود دون مشقة للذهاب إلى المستشفيات أو العيادات وأيضا صغر حجم الشقة يصعب علي تجمع أخواتي في وقت واحد لزيارتنا، وهذه الشقة في مكان أقل كثيرا من مستوانا الاجتماعي، ووالدتي بعد إيمانها بالنصيب تقول إن لكل شيء سببا وتقول إن سبب تأخري في الزواج مستوى المكان، أنا مؤهل العالي ومستوى أخواتي جيد ونظهر بمظهر في المنطقة أعلى من أهلها لذلك الأشياء التي ذكرتها لحضرتك من قبل تجعلنا نفكر في تغيير المكان ولكن الغلاء لا يسمح لنا بذلك والشيء الذي يمكن أن يساعدنا هو القرض. هل مَن في مثل حالتنا يجوز لهم القرض؟
أرجو الرد ولحضرتكم جزيل الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ القرض ما دام بفائدة (مهما قلت)، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]،
ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس من ذلك ما ذكرت، قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.