2012-12-30 • فتوى رقم 60732
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أنا فتاة أشكو من عدم قدرتي على التأكد من طهري من الحيض رغم أني أعلم أنه يكون إما برؤية القصة البيضاء او الجفاف. وإني لا أتوصل إلى تمييز القصة البيضاء لما وجدته من اختلاف في تحديد صفاتها، أمّا الجفاف فلا أستطيع البت فيه لأني صرت أشكو من امتداد الافرازات بعد الدم. عادة ينقطع الدم بعد 5 إلى 6 أيّام يعقبه كدرة و صفرة ليوم أو اثنين ثم أرى الافرازات البيضاء العادية فأغتسل و أصلّي. و قد تبدل الوضع في آخر دورتين حيث أصبحت الافرازت لا تنقطع. ففي آخر دورة اغتسلت في اليوم الثامن بعد أن انقطع الدم و الكدرة التي تعقبه و خلفتهما الافرازات البيضاء العادية و لكن في اليوم الموالي شعرت أن لون الافرازات قد مال للأصفر فخفت أن يكون ذلك بقية حيض (و أنا أساسا أشكو من الوسوسة في الطهارة و الصلاة) فأعدت الغسل في اليوم العاشر، و في نفس اليوم بعد المغرب نزلت الافرازات البيضاء مشوبة بشعيرات من الدم فأعدت الغسل قبل فجر اليوم 11، و خلال اليوم رأيت أثر صمغ قوي على أحد أظافري فراجعت موقعكم و اكتشفت أن غسلي غير صحيح و أنه يجب إزالة الحائل و غسل موضعه بنية إتمام الغسل، ففعلت. و لكني خفت أن يكون مازال هناك أثر للصمغ فأعدت شحذ أظافري و أعدت غسلها بنية إتمام الغسل.و بعد المغرب من نفس اليوم وجدت كدرة فغلب عليّ الشك و خفت أن يكون ذلك بقية حيض أيضا فأعدت الغسل قبل فجر اليوم 12 بنية الطهر مما أصابني من كدرة. و خلال اليوم أصابني هاجس بأني اغتسلت بنية لا تجزي عن الحيض خاصة بعدما وجدته من صمغ يفسد غسلي السابق. فأعدت الغسل قبل المغرب (في اليوم 12) بنية الطهر من الحيض و استباحة الصلاة و الصيام و سائر عبادتي. وعندما ظننت أن الأمر انتهى نزلت الافرازات البيضاء بعد المغرب مشوبة بلطختين من الدم (رغم أنها تكون خالية من أية شوائب في النهار)، وعليه أنوي إعادة الغسل. كل هذا لأن الافرازات لا تنقطع و لأني أخشى أن تكون تلك الافرازات بقية حيض رغم أني لست متعودة على ذلك و قد أصبح الأمر يشقّ عليّ للغاية و لا يشقيني شيء بقدر خوفي من أن أبوء بغضب من ربي إن أنا تجاهلت هذه التغيرات في طبيعة الافرازات. أخاف أن أصلي من غير طهارة. هذا الهاجس يجثم على صدري حتى أني أشعر أنه لا شيء أفعله يستطيع أن يكفي فأشعر بأن قلبي مطمئن.
أفيدوني أفادكم الله و أثابكم الجنة و جوار المصطفى عليه الصلاة و السلام و جازاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكل لون غير الأبيض الصافي تراه المرأة في موعد حيضها، إذا استمر أقل مدة الحيض (ثلاثة أيام)، وانقطع دون أكثر مدة الحيض (عشرة أيام) يعد من الحيض، ولذلك لا تصلي ولا تصوم (ولا يجوز لزوجها أن يجامعها) حتى ينتهي الحيض، وما سوى ذلك استحاضة، والاستحاضة حكمها حكم البول فتغتسل المرأة (المستحاضة) في نهاية الحيض، ثم تتوضأ كلما انتقض وضوؤها أو خرج منها الدم، وتصوم وتصلي.
فإذا زاد الدم عن عشرة أيام، وكان في السابق ستة أيام (مثلاً)، فتعد الأيام الستة الأولى حيضاً والباقي بعدها استحاضة.
وإذا انقطع في اليوم السابع أو الثامن أو التاسع أو العاشر، فيعد كله حيضا، وتعد عادة المرأة قد تغيرت.
ثم أقل الطهر بين الحيضتين هو /15/ يوما، فإذا عاود المرأة الدم قبل مرور /15/ يوماً على انقطاعه فهو استحاضة.
والاستحاضة حكمها حكم البول، فلا تحتاج المرأة إلى الاغتسال منها، لكن إلى الوضوء فقط كلما انتقض وضوؤها بالبول أو بخروج هذا الدم أو بغير ذلك، وتصوم وتصلي خلال الاستحاضة، وهو علامة مرضية تحتاج إلى مراجعة الطبيبة المختصة بالأمور النسائية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.