2013-01-03 • فتوى رقم 60820
قبل أن أخطب زوجتي كانت تجمعنا صداقة قوية جدا ثم تطورت لرغبة فى الزواج، وقبل أن أخطبها وأتقدم إلى أهلها قلت لها أن هناك بعض الأسرار في حياتي أرغب أن أقولها لها حتى يتسنى لها التفكير قبل الارتباط وحتى أبدأ معها حياتي على نور وصراط مستقيم، وبالفعل صارحتها بكل شيء فعلته قبل الزواج وقلت لها أنت الآن سري و بئري العظيم، وبالفعل هي استجابت لرغبتي وقالت لي أن سري في بئر عظيم وأنها لا يهمها ما فات وأننا ستبدأ صفحة جديدة وهكذا.
وبالفعل تمت الخطبة ثم الزواج، والآن حدثت بيني وبينها مشاكل كبيرة، فوجدتها ترسل لي رسائل تهددني فيها بأنها ستفضح أمري أمام أهلي وأهلها ولكل الناس، وستجعلني أمشي واضعا رأسي في الأرض وبأنها ستجعلني ذا منظر سيء أمام الأهل والناس، وبأنها ستقول كل شيء حكيته لها بل وستزيد عليه، فما كان مني إلا أن ذكرتها بأن هذه الفضيحة ستكون على مدار الزمن والذين سيصيبهم الضرر منها أولادنا خاصة الفتيات وبأنني قد أمنتها على سر أسرار حياتي وهي بذلك غير أمينة عليه.
فما كان منها إلا أن بدأت تقول بعض الكلمات للأهل التي توحي بأنني كنت على علاقات آثمة بسيدات وبنات قبل الزواج، وقالت لي أنها ستحكي كل التفاصيل لهم، وأنا أقسم بالله قد تبت وندمت على كل ما فعلت وغلطتي الوحيدة أني كشفت ستر ربي علي لامرأة كنت أحسبها ستكون الستر والغطاء لي في الدنيا.
والآن ندمي الأكبر على فعلتي تلك، وأنا أصبحت لا أأتمن هذه الإنسانة على حياتي، ومن كثرة مشاكلي معها ومن كثرة تهديدها لي فكرت في أن أطلقها وأرتاح، فهل لو طلقتها سأكون قد فعلت الصواب أم الخطأ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد كان عليك أن تستر نفسك، ولا تخبر أحدا بما كان منها من أخطاء، روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.)).
وعليك الآن أن تنصح زوجتك بعدم فضح السر، روى الترمذي في السنن عن ابن عمر قال : صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
أما الطلاق فأرى ألا تتسرع به، بل اتنظر فربما أصلح الله بينكما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.