2013-01-15 • فتوى رقم 60879
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم: أنا شاب ملتزم ولكن الشيطان وسوس لي فأصبحت أتواصل بالنت مع فتيات وأمارس معهن الجنس بالعادة السرية والكلام والله يعلم حجم ندمي وهذا منذ شهرين تقريبا، وفي جملة من تعرفت عليهم فتاة مطلقة ولكن شهواتها عارمة، تعارفنا وأصبحنا نتكلم هاتفيا وأصبحت متعلقة بي، بالنهاية نتيجة ضعفي تجاه هذه الأمور أصبحت أتواصل معها وأصبحت ترسل إلي مقاطع فيديو لها و هي عارية و صور و تفعل كل شي لتثيرني و تطلب مني أن أرسل إليها مقطع فيديو علما أنها خارج البلد، الفتاة لا تناسبني كزوجة وقلت لها هذا فأجابتني بأنها هي لا تريد الزواج ولكنها تريد أن تقضي شهوتها كحل أفضل من ممارسة الزنا الحقيقي، تركتها فترة قصيرة معرضا وهاربا من هذا الوسط القذر و لكن بدون جدوى تعقبتني وأثارتني بأسلوبها وأنا أنصعت لها فقالت لي تعال لنعود لعلاقتنا وإذا قلت لي مرة أخرى أنني لا أريد أو سنحاسب سأمارس الزنا مع شاب بشكل حقيقي وأنت تتحمل المسؤولية، هكذا قالت لي، أنا خفت فالزنا من الكبائر والله أني أعلم أن جريمتي نكراء يندى لها الجبين ولكنني ضعيف أمام شهوتي ولا أستطيع الزواج وأريد التخلص من هذه الفتاة قد أثرت على حياتي، تراجعت في دراستي وعملي وعباداتي ولا أريد أن أكسر قلبها، أريد الخروج هي تعلقت بي وأنا أثناء غلبة شهوتي علي أكون أكثر إلحاحا منها ولكنني نادم والله يعلم، فما العمل؟ أرشدوني هداكم الله. وما حكم هذا النوع من الممارسة الكلامية على النت؟ وهل لي من توبة؟ وماذا تنصحونني علما أني لم أكن أمارس الجنس الكلامي إلا مع المتزوجات أو مع زانيات مطلقات ونادرا مع الفتيات غير المتزوجات، أما الفتيات الصغيرات فقد كانت شفقتي لا تسمح لي بذلك
أجيبوني بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن هذه الفتاة نهائيا، وعن كل امرأة لا تحل لك، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وملء الوقت كله بما يفيد، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ولك أن تذكرها بالله تعالى وتخوفها من عقابه وتذكرها بالموت والحساب، ثم تنقطع عنها تماما، ولا تلتفت لرسائلها بعد ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.