2013-01-20 • فتوى رقم 60945
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الفاضل: أصبحت عدوا لوالدي وإخوتي وأهلي إلا القليل منهم، والسبب هو أني أريد الزواج من امرأة أخرى تجنبا لما لا يعرفه أحد، نفسي لا تطيق أن أبقى مع السيدة الأولى وزواجي بها تقليدي، لم أعرفها من قبل ولا سمعت عنها، فقط لإرضاء والدي ولكن كانت نيته سيئة، أرادني خادما وإياها لأبنائه الغير أشقاء، وهي أخت زوجة والدي لذا المشكلة كبيرة، والدي لا يريدني أن أتزوج ثانية ولا أطلق، وقعت بين نارين بسبب المشكلة التي خلقتها الزوجة مع إخوتها، أي مؤامرة، ضربوني وأدخلوني المستشفى وأخذوا بناتي ورجعوا بهن إلى الخارج بعد أن رجعت بهن لتعليمهن اللغة العربية والدين الإسلامي، بعد هذا طلبت الطلاق، ولما رجعت أخرجتني من منزلي بمساعدة إخوتها وترفض أن تترك بناتي يأتين إلي ولا أن أراهن بما لديهن من حقوق في هذه البلدان الظالمة، وأقول إني اشهد الله أني فعلت ما بوسعي للرجوع إلى الوطن لتعليم أبنائي الدين.
قاطعني والدي وقال أن الزواج من امرأة ثانية حرام حرام، وهو حامي القرآن كيف لي أن أطيعه وأتعاطى الفاحشة أم أطيع الله وأفعل ما يريده ربي؟ (وسبب زواجي هو أن الزوجة المفروضة لم أر منها ما يسرني قط) وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللزوج الزواج من زوجة ثانية إن كان قادراً على العدل بين الزوجات، وقادرا على الإنفاق عليهن جميعا، وله ذلك شرعاً ولو دون مبرر، ولو دون علم الزوجة الأولى ولا رضاها، ولو دون رضا الأهل، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.