2013-01-30 • فتوى رقم 61053
رحلت عني قبل أسبوع أمي أغلى إنسان في حياتي. رحلت بعد أن قدمت لي كل غال ونفيس، رحلت وقد رددت اسمي وكلمة رضى (حسب ما أخبرتني خالتي). هذا مع ما سببت لها من معاناة وزيادة مرضها فقد كنت أشكو عليها همومي وكل صغيرة طرأت في عملي. وقد قمت بتصرفات جنونية وكنت آخذ شواهد وأتغيب عن العمل بحجة أني مريضة نفسيا وكانت هي من يتعب وتشتري الدواء الغالي. ( ولم أكن مريضة إلا أني كنت مغرورة وأتخيل أني آخذ الشهادة من الطبيب سأستريح وستكون فرصة لمجيء الزوج لأن مكان عملي بعيد وكلها وساوس من الشيطان ومن النفس الأمارة بالسوء) وكانت دائما تقلق بسبب حالي وتجبرني على أخد الدواء الذي أرفضه وأكذب أحيانا وأقول أني أخذته. زيادة على أن علاقتها بأبي توترت بسببي فقد طلبت منه أن يرافقني إلى مكان عملي واستمر شجارهما إلى أن قال لها الطلاق الثالث. شعرت بندم شديد في رمضان الذي سبق وفاتها وكنت أشكو لها ندمي وأني خائفة من عقاب الله على الكبائر التي ارتكبتها. وكانت تسمع لي وقلبها متكسر وهي تظن أني ازددت مرضا. وقد زادت معاناتها مع مرض المعدة والقيء المتكرر. وقد أخرت عنها بعض المحاليل وتوفيت رحمها الله يسبب نزف في المريء وفقر الدم وانعدام التغذية. أنا الآن خائفة من عقوقها وأريد أن أعرف هل لي توبة؟ وكيف أبرها بعد وفاتها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تكثري من الدعاء لها، ولك فعل ما شئت من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لأمك، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجرك شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.