2013-02-12 • فتوى رقم 61209
السلام عليكم
ما حكم طلب تسديد الدين من الأب بحيث أن الأب لديه المال ولا يلزمه شيء ومع ذلك فإنه يستغل ابنه كثيرا فعندما يريد أن يشتري شيئا يكلف ابنه بالذهاب عوضا عنه ليشتري ما يريد والمشكل أن هذه الحاجة تكون غالية جدا، وعند إحضارها الأب لا يكلف نفسه أن يسأل عن ثمنها حتى والابن ليس لديه الجرأة ليطلب حقه
فمثلا سافر الأب مع ولديه وزوجته إلى بلد ما، وحينما حان موعد عودته اتصل بابنه وطلب منه أن يحجز له ويدفع ثمن الباخرة له ولولديه ولزوجة الأب ولفرد آخر من العائلة بالإضافة إلى السيارة وقال له الأب: عند عودتي سأدفع لك المبلغ. وعاد الأب ولم يكلف نفسه بالسؤال حتى ومرت سنة ونصف والابن متحرج من طلب حقه، والمبلغ كان مكلفا جدا مع أن الأب كان بإمكانه عند سفره أن يحجز ذهابا وإيابا مع العلم أن الشخص الذي جاء معهم في الباخرة دفع التكلفة لكن الأب أخذها
فالأب مستغل جدا والابن يخاف عند طلبه بحقه أن يثور الأب عليه ويغضب عليه، وهذا الأمر هو ما يجعل الابن يصبر بحكم أن ليس لديه أمه فهو يحاول أن يرضي أباه لعله يبلغ لرضاه لكن الأب رضاه صعب ويثور لأقل الأسباب ومادي جدا
فسؤالي لفضيلتكم: هل مطالبة الابن بحقوقه من أبيه يعد عقوقا؟
وهل إن حاول الابن التملص من مثل هذه الأمور يعد حراما؟ فالأب غير محتاج تماما والابن يحاول أن يجمع بعض المال لعله يستطيع أن يفتح مشروعا في بلده ويترك بلاد الكفر مع العلم أن الابن متزوج ولديه أولاد وعليه التزامات
جزيتم خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يلزم الابن بالإنفاق على الأب مادام غنيا، وعلى كل حال فللولد الأجر لو أنفق على أبيه، فوصيتي للولد أن ينفق على أبيه بقدر الإمكان ويعتذر عما لا يطيق، ولا حرج عليه، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.