2013-03-13 • فتوى رقم 61669
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم. أود أن أسأل:
أنا أبي يقاطعنى وحاولت معه لأسترضيه بكل طرق الاتصال الممكنة ولكنه لم يتقبلني
وآخر مرة ذهبت له قبل سفري لأودعه فطردني من على الباب وشتمني وسبني بأمي على مرأى ومسمع من الناس في الشارع مع العلم أنه في مرة من المحاولات معه اشترط علي أن أقاطع أمي وإخوتي علما بأنهم منفصلون عنه وهم عند أهل أمي وأن أسبّ وأهين أهل أمي أمام الناس, وبعدها يفكر في الأمر أن يقبلني أو لا... ضاقت بي الدنيا, فعلت كل ما أستطيع معه وتحملت منه الكثير من قسوته وتعنّته معي، وللأسف يحاول أن يسيء لي عند أهل زوجي لأنه علم أني لم أعرّفهم شيئا عما بيني وبينه مطلقا فيحاول أن يعرفهم ذلك. وكل ما يعذبني الآن غضَبُ ربي علي. ماذا أفعل؟ وهل ربي غضبان علي فى هذا لأنه يدعوني أمام الناس بأني عاقة له مع العلم أن لي أختا تجاريه في كل ما يريد وتقاطع كل من يريد حتى أمي وإخوتي أمامه ولا تخطئه أبدا, ومن خلفه تتصل بأمي وإخوتي مع العلم أنها مقصرة في حقهم وهم غير راضين عنها تمام الرضا بعيدا عن علمه طبعا لأنه لو علم لكان حالها مثل حالي الآن. فهل هذا صحيح أن أجاريه في الباطل وأظهر أمامه مطيعة له فيما يغضب الله؟
أرجو منك شيخي الجليل أن تريح قلبي بما فيه رضا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبعد الاجتهاد في بر أبيك لا تلتفت إلى غضبه إن كان مصرا على القطيعة، فالله تعالى أعلم بحالك وحاله.
وعليكم الاستمرار بنصحه بحكمة وموعظة حسنة، (أو توكلوا أحدا ذا مكانة وحكمة ليقوم بذلك) وذلك في أوقات الراحة، وتذكيره الدائم بالله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، ولا يخفى عليه خافية، وأنا عباد لله وسيأتي اليوم الذي سيحاسبنا فيه عن جميع أفعالنا، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وأسال الله تعالى أن يهديه ويوفقكم لنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوصيكم بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله تعالى له الهداية العاجلة.
وأوصيكم مع ذلك ببر هذا الوالد والإحسان إليه فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولا شك أنه سيتغير معكم إن عاملتموه بالحسنى وداومتم على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمكم بما تحبون، ويصرف عنكم آثار كلامه السيئ إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.